رسالة العلماء والفضلاء بمناسبة زيارة الأربعين «الملف الثاني»

زيارة سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام والمشاركة في تعظيم أمره في ذكرى مرور أربعين يوماً على شهادته العظيمة في العاشر من شهر محرم الحرام والتي تعرف بـ«زيارة الأربعين» تعد من أهم واكبر الزيارات في المدينة المقدسة «كربلاء» بل عموم المدن العراقية تستنفر أجهزتها وكوادرها لهذه الزيارة المليونية حيث تشارك كل عام عشرات الملايين من الزائرين، فيجدر بالمؤمنين العمل على اغتنام هذه المناسبة والعمل على الإصلاح العام وهداية الخلق وتطويرهم والارتقاء بهم، قال المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله: «ليس الضالون والمذنبون وحدهم يهتدون بالإمام الحسين سلام الله عليه، بل كلّ إنسان مهما علت درجته يهتدي بالإمام الحسين سلام الله عليه. فاسعوا للترقي أكثر والتحلّي بأخلاق أفضل والتكامل في الهداية بالإمام الحسين سلام الله عليه».

من هنا كان لموقع «الشيرازي نت» وقفات مع بعض العلماء والفضلاء حول سؤال نصه:

ماهي رسالتك للعالم في زيارة الأربعين؟

فكانت الأجوبة كالتالي:

ــــــــــــــــــــ

العلامة الحجة الشيخ ناصر الاسدي «كربلاء المقدسة»:

             بسم الله الرحمن الرحيم

النهضة الحسينية المباركة من أعظم النعم الإلهية على الأمة الإسلامية، من هذا المنطلق يلزم إحياء ذكرى هذه النهضة الخالدة بمختلف الوسائل.

وكذا يلزم استلهام القيم الإنسانية الحضارية من هذه النهضة، ومحاولة الإقتداء بالإمام الشهيد عليه السلام ونشر مبادئه في العالم بمختلف الوسائل والطرق كمبدأ الإصلاح والتغيير والحرية واحترام الآخر وغيرها.

ويلزم أيضاً مراجعة الذات وصياغتها وفق مبادئ الدين الحنيف لكي يرتقي الحسينيون بشخصياتهم إلى مصاف أصحاب الإمام عليه السلام، والله ولي التوفيق.

ــــــــــــــــــــ

الحجة الشيخ حسن الغسرة «البحرين»:

بسم الله الرحمن الرحيم

أربعينية الإمام الحسين عليه السلام تمثل بحق رسالة عظيمة إلى العالم قوامها اللاعنف وغايتها الهداية، وسيد الشهداء عليه السلام مصباح الهداية لكل شعوب الأرض.

 

 

ــــــــــــــــــــ

الخطيب الشيخ ناصر الحائري «قم المقدسة»:

           بسم الله الرحمن الرحيم

ورد في الأثر الشريف عن الإمام موسى بن جعفر عليهما السلام: «من زار الحسين عارفاً بحقه غفر الله ما تقدم من ذنبه وما تأخر».

هنيئاً لزوار الإمام الحسين عليه السلام هذا الثواب العظيم، هنيئاً لهم ثواب الحج والعمرة، هنيئاً لهم هذا المقصد سيد الشهداء عليه السلام باب النجاة وسيد شباب أهل الجنة.

جعلهم الله وإيانا ممن يعرف الإمام الحسين عليه السلام وحقه وانه الإمام المفترض الطاعة من الله تعالى فيلزم إتباعه والسير على نهجه، وجعلنا الله تعالى وإياهم ممن يقيم شعائر سيد الشهداء ويحيي أمره ويتبع نهجه سلام الله عليه.

ــــــــــــــــــــ

الحجة الشيخ جعفر الحائري «الولايات المتحدة الأمريكية ـ ديترويت»:

بسم الله الرحمن الرحيم

لقد ورد في كثير من الروايات الشريفة الحث الشديد على زيارة الإمام الحسين عليه السلام وتبين عظم الثواب والأجر الكبير المقرر لها، والمقيد بـ«عارفاً بحقه»، وهو أمر لا يتأتى إلا بالطلب وبذل غاية الجهد، ومن ثم مستلزم حمل الرسالة الحسينية وإيصالها لعموم المسلمين وغير المسلمين من شعوب الأرض والمؤمنين بشكل خاص.

الهدف الحسيني هداية الخلق أجمع وقد نصت زيارة الأربعين المباركة «ليستنقذ عبادك من الجهالة وحيرة الضلالة»، فعلى كل حسيني التخلق بالمبدأ وتحقيق الهدف فلأجله قدم الإمام عليه السلام التضحيات الجسام، ولأجل ان يزيل الغشاوة من قلوب الناس مضيئاً لهم مسالك الكمال بمصابيح العلم والمعرفة والوعي، وكما اخبر الرسول الأكرم صلى الله عليه واله انه مكتوب على يمين العرش: «الحسين مصباح هدى وسفينة نجاة».

ــــــــــــــــــــ

الحجة الشيخ حسن الريحاني «النروج ـ أوسلو»:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.

إن زيارة الإمام الحسين عليه السلام هي من اكبر نعم الله تعالى على العباد، ولهذا ينبغي الاستفادة منها الاستفادة القصوى وفي مقدمتها تقوية العلاقة مع الله تعالى وأهل بيت الرسالة صلوات الله عليهم، وكذا ينبغي أن تكون عامل توطيد أخوة المؤمنين، والعمل على إيجاد التنظيم الدقيق للزيارة بكل مفاصلها والاستفادة في ذلك من تجارب الأمم، وكذا ينبغي تلاقح الأفكار وإيصال الصوت الحسيني الهادر إلى كل نقاط العالم عبر الزائرين القادمين من أصقاع الأرض.

ــــــــــــــــــــ

الحجة الشيخ مكي الحائري «إمام مركز الإمام علي عليه السلام ـ الولايات المتحدة الامريكية ـ واشنطن»:

بسم الله الرحمن الرحيم

زيارة الأربعين هي من أهم الشعائر الدينية وإنها تمثل نموذج من قيم الإسلام الصحيح، فكيف يمكن لنا الاستفادة منها كشعيرة مقدسة؟

والجواب الصحيح هو بإيصال صوت سيد الشهداء عليه السلام الى أقصى بقاع العالم فهو صوت الإنسانية العظيم الداعي إلى السلم ونبذ العنف والدعوة إلى الرحمة والتسامح والحرية وإنصاف المظلوم، وبكلمة واحدة ينبغي تربية جيل حسيني واعي ومثقف بتعاليم العترة الطاهرة صلوات الله عليها.

ــــــــــــــــــــ

فضيلة السيد فاضل الطباطبائي «إيران»:

 

بسم الله الرحمن الرحيم

علينا ان نعيد النظر والبحث بالعبارة العظيمة: «إن الحسين مصباح هدى وسفينة نجاة» والكاتب لهذه العبارة على يمين العرش هو الله تعالى الأمر المفسّر لاهميتها وعظم مدلولها.

كذلك ان أردنا للأمة الهداية علينا ان نعرفها الحسين عليه السلام وان نهدي الناس إليه لأنه المصباح الذي يهدي فينير محالك الظلمات، جعلنا الله تعالى وإياكم من الداعين له والمقتفين لنهجه سلام الله عليه.

ــــــــــــــــــــ

الخطيب الشيخ ابو طالب «مدينة بغداد»:

 

بسم الله الرحمن الرحيم

(فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ) سورة غافر: الآية 55.

كلمة: (إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ) تكررت في القرآن العظيم في أكثر من عشرة مواضع، ولها ثلاثة معاني: هي الأجل، وخروج الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف، وانتشار الإسلام لعم العالم اجمع.

وهنا نتساءل ما علة انتشار الإسلام؟

قال البعض: لأن النبي الأكرم محمد صلى الله عليه واله هو الأكثر تأييداً من سائر الأنبياء وهذا صحيح إلا انه غير تام.

وقال آخرون: إن الأمة نضجت وبلغت مرحلة حمل الرسالة السماوية وهذا أيضا غير تام.

وقال غيرهم: ذلك بسبب وجود أئمة أهل البيت عليهم السلام وهذا هو الصحيح التام فكل إمام منهم يمثل رسول الله صلى الله عليه واله والإمام الحسين عليه السلام هو رسول الله صلى الله عليه واله وقد قال: «حسين مني وأنا من حسين»، فبرسالة الحسين عليه السلام سيعم الإسلام أصقاع الأرض ويؤمن العالم بالإسلام الحق.

 

لمشاهدة الملف الثالث