رسالة العلماء والفضلاء بمناسبة زيارة الأربعين «الملف الثالث»

زيارة سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام والمشاركة في تعظيم أمره في ذكرى مرور أربعين يوماً على شهادته العظيمة في العاشر من شهر محرم الحرام والتي تعرف بـ«زيارة الأربعين» تعد من أهم واكبر الزيارات في المدينة المقدسة «كربلاء» بل عموم المدن العراقية تستنفر أجهزتها وكوادرها لهذه الزيارة المليونية حيث تشارك كل عام عشرات الملايين من الزائرين، فيجدر بالمؤمنين العمل على اغتنام هذه المناسبة والعمل على الإصلاح العام وهداية الخلق وتطويرهم والارتقاء بهم، قال المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله: «ليس الضالون والمذنبون وحدهم يهتدون بالإمام الحسين سلام الله عليه، بل كلّ إنسان مهما علت درجته يهتدي بالإمام الحسين سلام الله عليه. فاسعوا للترقي أكثر والتحلّي بأخلاق أفضل والتكامل في الهداية بالإمام الحسين سلام الله عليه».

من هنا كان لموقع «الشيرازي نت» وقفات مع بعض العلماء والفضلاء حول سؤال نصه:

ماهي رسالتك للعالم في زيارة الأربعين؟

فكانت الأجوبة كالتالي:

ــــــــــــــــــــ

الخطيب الحسيني فضيلة الشيخ عبد الرضا معاش «الكويت»:

بسم الله الرحمن الرحيم

من خلال النصوص المأثورة عن أهل البيت عليهم السلام ان لزيارة سيد الشهداء عليه السلام أثراً تغيرياً مهماً في حياة الإنسان، وهذا يحصل حسب درجات المعرفة التي يتمتع بها الزائر.

وعليه يجب توجيه سائر أطياف المجتمع للتوجه إلى الزيارة والتزود الإيماني والمعرفي من الإمام الحسين عليه السلام.

ــــــــــــــــــــ

فضيلة السيد هاشم الخاتمي «مدينة مشهد المقدسة»:

بسم الله الرحمن الرحيم

زيارة الإمام الحسين عليه السلام في ذكرى أربعين شهادته حركة كونية شاملة تُجسِّد معاني الثورة على الذات وتشكل أخلاقيات التفاني والتضحية والعطاء والرحمة ورقي الروح وتضاءل المادة.

ــــــــــــــــــــ

فضيلة الحجة الشيخ جاسم الأديب «قم المقدسة»:

بسم الله الرحمن الرحيم

زيارة الأربعين بين الواقع والخيال:

 هناك بعض الأمور يصعب على الناس استيعابها بسهولة مالم يشاهدوها على أرض الواقع، منها تُغيِّر طبايع الإنسان وتبدل سجاياه بين يوم وليلة، فإن العادات كما في الحديث قاهرات.

 ولكن ـ وكما يشهد كل من وفِّق لزيارة الأربعين المليونية ذلك الزحف العظيم ـ بأنها تمتاز بخصوصية عجيبة، فمعظم الناس في هذه الزيارة المباركة يتخلون عن الطبايع السيئة ويتحلون بالمحاسن ـ بل وبالمثاليات في بعض الأحيان ـ وذلك خير شاهد على بركات هذه الزيارة العظيمة التي صارت شعيرة لاتُنكر عند الجميع حتى صار الناس يتنافسون في إحيائها فسلام الله على من أحياها كشعيرة حسينية عظيمة، وبذل الغالي والنفيس من سبيلها.

ــــــــــــــــــــ

الخطيب الحسيني فضيلة الشيخ مهدي تاج الدين «قم المقدسة»:

بسم الله الرحمن الرحيم

من أراد أن ينظر إلى حكومة الإمام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف فليأتي إلى كربلاء المقدسة مشاركاً في إحياء مراسم زيارة الأربعين حيث يرى الخيرات والبركات والقسط والعدل والأخلاق العالية بين الناس والزوار والإيمان الرفيع إضافة إلى المعاجز والكرامات، وهذا ما أراده الإمام الحسين عليه السلام من نهضته المباركة المقدسة وهي الإيمان والأخلاق الرفيعة.

ــــــــــــــــــــ

الحجة الشيخ كاظم الكربلائي «قم المقدسة»:

 

بسم الله الرحمن الرحيم

قال رسول الله صلى الله عليه واله: «حسين مني وأنا من حسين».

زيارة الأربعين تعني الله سبحانه ورسوله والإسلام الحق وكذا حقيقة التشيع والبراءة من أعداء الله والتولي لأولياء الله.

زيارة الأربعين تعني التوحيد الذي أراد الإمام الحسين عليه السلام إيصاله عبر نهضته المباركة، وتعني النبوة الحق للرسول الأعظم صلى الله عليه واله الذي حاول الأعداء تشويه صورته، وتعني المذهب الحق لأهل البيت صلوات الله عليهم.

ــــــــــــــــــــ

الإعلامي نزار حيدر «الولايات المتحدة الامريكية»:

 

بسم الله الرحمن الرحيم

شرطان لفهم السر المكنون:

أمام الزحف المليوني الهادر الى مرقد سيد الشهداء الإمام الحسين بن علي عليهم السلام في كربلاء المقدسة، ليسأل العالم نفسه عن النبأ العظيم والسر الخفي والسبب الحقيقي والجوهر المكنون وراء كل هذا المظهر العالمي النادر، إنْ بالعدد او بالتنظيم او بمجانية الإطعام والسكن والصحة والخدمات الممتدة على طول طريق الزائرين، والممتد أكثر من (٥٠٠) كم في الاتجاهات الأربعة التي تنتهي الى المرقد الشريف.

\لا شك ان هذه الملايين لا تزحف الى مرقد الشهيد سيراً على الأقدام، وعلى مدى عشرين يوماً متواصلة، إلا لشيء عظيم ونية نبيلة، والذي يتجلى في تلبية النداء لصرخة الإمام وأخلاقه وفي القيم والأهداف الإنسانية الكبرى التي ضحى من اجلها الشهيد ابن الشهيد عليه السلام.

إنهم يولون وجوههم، في مسيرتهم المليونية، شطر الحرية والكرامة الإنسانية والعدل وقيم الدين والحضارة، وشطر الوفاء والشجاعة والموقف النبيل والإيمان الصادق، وكل ما يمثله سيد الشهداء عليه السلام وأهل بيته وأصحابه الذين ضحوا بكل شيء من اجل الإنسان الذي خلقه الله تعالى فأحسن خلقه وكرمه.

إنهم يولون وجوههم، رجالاً ونساءً، كباراً وصغاراً، شطر كعبة الأحرار والمجاهدين الصادقين، مرقد سبط رسول الله صلى الله عليه واله في كربلاء المقدسة.

 سيعرف العالم السر المكنون في هذه الظاهرة المليونية السنوية التي تنطلق في كل عام في ذكرى أربعين سيد الشهداء عليه السلام بالرغم من المخاطر والتحديات الكبيرة، إذا حاول أن يجيب على التساؤل بشرطين:

 الأول: بعقل إنساني منفتح يقبل بالحق بغض النظر عن مصدره، فأصحاب العقول الضيقة من الطائفيين والتكفيريين والحاقدين، لا يمكنهم استيعاب وفهم الظاهرة أبداً، فصدورهم أضيق من ان تستوعب الحق.

 الثاني: بروح إيجابية بعيدة عن التعصب الأعمى والحقد الدفين والنفوس المريضة.

 إن الحسين عليه السلام رسالة إنسانية، وكربلاء عنوان عالمي، وعاشوراء عَبرة تغلي بحرارة في قلب كل منصف، لن تنطفئ أبداً.

 وان مسيرة الأربعين المليونية تجسيد لكل هذا، فهل من منصف يعي ويستوعب هذه الحقائق الخالدة والمتجددة مع الزمن؟.

ــــــــــــــــــــ

الدكتور زهير عبد الستار «العاصمة البريطانية ـ لندن»:

هذه هي الزيارة الثالثة لي إلى مدينة الإمام الحسين عليه السلام كربلاء المقدسة، وفي كل مرة أشعر كأني ازور الإمام لأول مرة، وعندما أقف قبال ضريحه المقدس تنتابني قشعريرة كبيرة حيث إني أقف أمام رجل بذل كل شيء حتى طفله الرضيع من أجل الإنسانية وليكون الإنسان حراً غير مكبل بقيود الطواغيت من أمثال يزيد بن معاوية.

هذا هو الإمام الحسين الذي علمنا العيش بكرامة وعزة، وعلم الأجيال معنى التفكير بحرية واستقلال الإرادة، ولولا هذا السبط الشهيد لما بقي شيء من الخير في الوجود، ليس للمسلمين فحسب بل لكل الأديان ومنهم المسيحيين فهم مدينون للإمام عليه السلام بإحياء نفوسهم وتمسكهم بالمبادئ العالية والأخلاق الرفيعة، فلولا الإمام لمازال الأمويون إلى اليوم يحكمون ولعله الأرض بأجمعها وبالغطرسة اليزيدية وسيف شمر بن ذي الجوشن، لكن الإمام ضحى لأجل الحرية وإنقاذ عباد الله تعالى وكما قال المولى الإمام الصادق عليه السلام: فبذل مهجته فيك ليستنقذ عبادك من الجهالة وحيرة الضلالة».

 

لمشاهدة الملف الرابع