لقاء مع
العلامة الشيخ ناصر الأسدي

وعنه مساهمة الإمام الراحل
في اغتناء المسيرة الإسلامية
حدثنا الشيخ ناصر الأسدي
يتفرس مجموعة من الكتب أمامه في مختلف الاختصاصات للإمام الراحل (أعلى الله
درجاته) فقال:
كان الإمام
الشيرازي (رضوان الله تعالى عليه) رمزاً من رموز الأمة الإسلامية وكان سراجاً
وهاجاً في الصحوة الإسلامية الحديثة التي انطلقت في النصف الثاني من القرن
الماضي وكان (رضوان الله تعلى عليه) مثالاً لقيم النبل، العلم،الخلق السامي،
التقدم والنهضة، فذكراه تثير فينا هذه القيم ويلزم علينا أن نحيي ذكراه وذكرى
كل رموز الأمة المخلصة التي ربت أجيال وأنتجت وقدمت عطاءات كبيرة يلزم أن نحيي
ذكراها لكي يتعلم شبابنا الجيل الجديد ولكي نربي مجتمعنا على تلك القيم التي
كان ذلك الرمز ملتزماً بها ومضحياً في سبيلها. الإمام الراحل (رضوان الله عليه)
كان مجمع للفضائل وكان جامعاً للعلم وللعمل وللتأسيس والتأليف والمرجعية يعني
شخصية متعددة الأبعاد كان يفهم في الاقتصاد وكأنه رجل الاختصاص وكان يفهم في
السياسة وكأنه مختص في السياسة وألف أكثر من عشرة كتب لعلها خمسة عشر كتاب في
مختلف جوانب السياسة وكتابه الشهير المعروف الفقه السياسة الذي يتألف من جزئين
كبيرين من يقرأه يعرف أنه كان رجلاً عريقاً وناجحاً في هذا الميدان، وكتابه
(فقه القانون) من يقرأ هذا الكتاب يعرف مدى عمق هذا الرجل علمياً في مجال
القانون وقرضه بعض العلماء الكبار قائلين بأنه قد ينافس كتاب (مقدمة ابن خلدون)
لأنه يذكر فلسفة القانون وليس مجرد القانون وهو كتاب عميق ويصلح للتدريس فكان
السيد الراحل رضوان الله عليه مجمعاً للفضائل وشخصية متعددة الأبعاد فذكراه
تثير فينا هذه الروح روح الإقتداء به والالتزام بمسيرته ويلزم أن نحيي ذكراه قي
كل سنة لكي نتعلم من توجيهاته وتعاليمه ولكي تستمر مسيرته في الأمة الإسلامية.
الشورى طريق الأوحد:
أما الشورى في طروحات
الإمام الراحل (أعلى الله درجاته) وتأكيده على الشورى فقال:
كلمة الشورى
كلمة واحدة لكن معانيها كثيرة سورة كاملة في القرآن اسمها (الشورى) لأنها تحتوي
على الآية الكريمة:(وأمرهم شورى بينهم) كان رضوان الله تعالى عليه يرى في
الشورى أساساً من الأسس الاستراتيجية لنهضة الأمة، نفهم من الشورى ما يعارض
الاستبداد وما يخالف الاستبداد والاستبداد كما يقول أهل الخبرة هو منبع الشرور
ومنبع المفاسد في الأمم. فالشورى معناها الديمقراطية المشروعة المبنية على أسس
الإسلام الشورى معناها احترام رأي الطرف المقابل يعني احترام الرأي الآخر ونمو
القابليات والكفاءات والتفكير بالعقل الجمعي الشورى معناها أن أطرح رأيي عليك
وأنت تدرس هذا الرأي وتعلق عليه وأيضاً أرد رأيك ونتبادل الرأي وندرس معاً فكرة
معينة ونخرج بنتيجة مشتركة فالشورى معناها وحدة قيادة الأمة الإسلامية ومعناها
الإنفتاح والنهضة الثقافية ومعناها احترام الرأي الآخر ومعناها الديمقراطية
الإسلامية المشروعة.
موقف الإمام الراحل من
المرأة:
وللمرأة دور في طروحات
الإمام الراحل (قدس سره)، أضاف الشيخ ناصر الأسدي قائلاً:
أما حول
المرأة فالإمام الراحل (رضوان الله تعالى عليه) كان ينظر إليها كما ينظر إلى
الرجل وكان يرى أن للمرأة حقوقها كاملة مثل حقوق الرجل وألف كتباً عديدة حول
المرأة وحول العائلة وكان يعتقد بضرورة إقامة صلوات الجماعة خاصة للمرأة وضرورة
تأسيس حوزات نسائية وأنا كنت في الشام والإمام الراحل (رضوان الله عليه) كان
يبعث بالرسائل والتوجيهات حول ضرورة تأسيس حوزة نسائية قي الشام فسعيت في هذا
الأمر وتأسست الحوزة العلمية الزينبية (القسم النسائي) في مؤسسة الحوزة
الرجالية وهي الآن تعمل وتحتوي على حوالي أكثر من سبعين طالبة وأربعة مراحل من
الدراسات الحوزوية وربت مجموعة من الخطيبات ومن المدرسات ومن الفاضلات والكوادر
في المجتمع وأكد الإمام الراحل (رضوان الله عليه) على ضرورة فتح قسم في بعثة
الحج للنساء وكان يؤكد على ضرورة وجود قسم للنساء في البعثة وتأسس هذا القسم
بتوجيهاته (رضوان الله عليه) وكان يؤكد على ضرورة تثقيف المرأة وتأسيس مؤسسات
لها من حسينيات ومدارس وحوزات وأمثال ذلك وكان يؤكد أيضاً على تفعيل حركة
الزواج في المجتمع كان يرى ضرورة الزواج المبكر للمرأة وعدم تأخرها في الزواج
وألف كتاباً حول هذا الأمر اسمه (كيف نزوج العازبات) وأيضاً كان يؤكد على ضرورة
تعليم المرأة مهارة من المهارات أو فناً من الفنون المشروعة، فكان يؤكد على
ضرورة تعلم الخياطة والحياكة أو حياكة السجاد أو أمثال ذلك لكي تتمكن المرأة أن
تدير نفسها اقتصادياً كما كان يؤكد كثيراً على تربية جيل من خطيبات المنبر
الحسيني الواعيات المثقفات اللاتي يتمتعن بكفاءة عالية في الخطابة الحسينية
عموماً كان الإمام الراحل (رضوان الله عليه) ينظر إلى ضرورة بالنهوض العمل
النسوي بصورة مركزة وواسعة وكافية.
|