صحيفة الوطن الكويتية

ديوان الشيرازي أحيا الذكرى الخامسة لرحيل الإمام الشيرازي

المصدر: صحيفة الوطن الكويتية ـ عدد يوم السبت 28 تشرين الأول 2006 للميلاد.

تصوير: فرحان الشمري

كتب: عباس دشتي

أحيا ديوان السيد الشيرازي في بنيد القار الذكرى الخامسة لرحيل المرجع الديني سماحة السيد محمد الحسيني الشيرازي، الذي وافاه الأجل المحتوم في الثالث من شهر شوال عام 1422هجرية بمدينة قم المقدسة، حيث تطرّق المشاركون في حفل التأبين إلى مكانة العلم والعلماء وأثرها في تحقيق الكثير من التنمية والتطور وخاصة العالم الجليل والفقيه الجلي.

حضر الحفل النائبان صالح عاشور وعدنان سيد عبد الصمد ووزير الدولة لشؤون مجلس الأمة عبد الهادي الصالح، والدكتور فاضل صفر عضو المجلس البلدي، والقائم بالأعمال بالسفارة الإيرانية أبو القاسم شعشعي، والمستشار الثقافي بالسفارة، وعدد من رجال الدين، ووكلاء المراجع العظام والسيد محمد باقر المهري والسيد صباح شبّر وعدد كبير من المؤمنين.

وقال عبد الحسين سلطان: إنّ الله تعالى حدّد موقع المجاهدين والصادقين في القرآن الكريم، وكما قيل فإنّ العلماء ورثة الانبياء، ولكن الأمة الاسلامية لم تقدّر مكانة وفضائل العلماء والفقهاء، مع أن العلماء نعمة من الله تعالى على المسلمين، بيد أن المسلمين لم يقدّروا هذا الدور الكبير.

وأشار إلى أن الفقيد السيد محمد الشيرازي يعتبر أحد النعم التي وهبها الله تعالى للبشرية حيث قام بالعديد من الأعمال في سبيل الإنسانية من تأليف وافتاء في مجال العلم والاجتماع وغيرها، مشيراً إلى أنه لا يمكن استعراض كل مناهج وخطط السيد الشيرازي في هذه العجالة. ولكن يمكن التطرق إلى المشروع العالمي الذي تبنّاه المرجع الفقيد ألا وهو مشروع إنقاذ الأمة من الظلم والديكتاتورية، فأينما حلّ كان همّه نشر الإسلام، وكان هدفه التصدّي الشامل للظلم.

كما اهتم بالتأليف حيث وصلت مؤلّفاته إلى أكثر من 1200 كتاب بكافة المستويات، للعلماء والفقهاء والمسلم العادي، ودعا إلى الكثير من المجالس الحسينية، وتحلّى السيد الفقيد بالأخلاق العالية.

العمل والإيمان

وأوضح الشيخ محمد جمعة بأنه يمكن القول أن الإسلام جاء ليربط بين العلم والعمل، وبين الإيمان والعمل، وجعل العمل الثمرة المترتبة على العقيدة والإيمان، مشيراً إلى أنه لا يمكن للإنسان أن يصل إلى مرضاة الله تعالى دون العمل والتقوى، ذلك أن مرضاة الله رابط بين العمل والإيمان.

ونوّه بأن القرآن الكريم عبّر عن ظاهرة العمل وعلاقته بالبركة وردود الفعل من الانتفاع والعطاء، كما كان سيدنا عيسى عليه السلام يشفي المرضى ويبرئ الأكمه ويحيي الموتى، وعليه كان سيدنا عيسى عليه السلام مباركاً، وكذلك السيدة الزهراء عليها السلام والتي ملأت الدنيا عطاءً ونماءً، رغم عمرها الصغير، فكانت قمّة الهرم وإحدى نماءات وعطاءات الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم الذي قال «الزهراء بضعة منّي».

وأورد الشيخ محمد جمعة بأن السيد الفقيد عاش حياة مشتركة من المسيرة العلمية والاجتماعية والسياسية والأخلاقية، وأصبح لديه في كل واد كلمة، وكل باب وجود، ومن الصعب أن تجد رجلاً بهذه الموسوعية التكاملية في كافة المجالات.

كما خلّف السيد تركة كثيرة من المؤلفات بكافة الميادين. كما أنه كان يشجّع على التأليف، وتَرَك أبناء من ذوي التعلّم والفقه والثقافة والفضل، وخلّف توسعات تربوية وإنسانية ولجاناً خيرية، إضافة إلى الصروح العلمية الموزّعة بكافة بقاع العالم، ولا ننسى البصمة الاجتماعية التي صنعها بعد دخوله الكويت هرباً من حكم صدام حسين، واتسمت البصمة الاجتماعية في إكثار المجالس الحسينية، حيث كان يوجد المؤمنون في خطب الجمعة اسبوعياً حول المجالس الحسينية من أجل تثقيف الأبناء وتحصينهم عقائدياً.

وشارك الشاعر محمد حسين القزويني بأبيات من الرثاء.

وكان السيدان أحمد الشيرازي ومرتضى الشيرازي في استقبال المعزّين وتوديعهم.