اليوم السادس عشر

الجمعة 16 شهر رمضان المبارك 1431 هـ

 

 

دعاء اليوم السادس عشر:

«اللهم وفقني فيه لموافقة الأبرار وجنّبني فيه مرافقة الأشرار وآوني فيه برحمتك إلى دار القرار

 بإلهيتك يا إله العالمين»

استماع وتحميل

 

 

حكمة اليوم:

قال رسول الله صلى الله عليه وآله:

 (مثل الأخوين مثل اليدين يغسل إحداهما الأخرى)

 

حدث في السادس عشر من شهر رمضان المبارك:

* هلاك عائشة: في مثل هذه الليلة في السنة 58 هلكت عائشة بنت أبي بكر في المدينة المنورة، وقد صلى عليها أبو هريرة، ودفنت في الليلة نفسها في البقيع.

* دخول محمد بن أبي بكر إلى مصر: في السنة 37ـ 38 هـ دخل محمد بن أبي بكر إلى مصر ليتولى قيادة مصر في مثل هذا اليوم من قبل أمير المؤمنين عليه السلام.

 

 

كلمة اليوم:

(فراق الأحبة)

ان من يعشق الأنبياء عليهم السلام ويتلهف لرؤية الأولياء ويشتاق إلى زيارة الصديقين والشهداء فانه سيحظى برؤيتهم يوم القيامة ويكون من جلسائهم، ومن عقوبات الآخرة جزاء على الذنوب هو (فراق الأحبة)، وقد يصل الأمر بالمذنبين أن يكون جزاؤهم أن يقرنوا بأعدائهم وهذا أكثر إيلاماً للنفس.

واسأل عن ألم الفراق من أبتلي به ولا يعرف طعمه إلا من ذاق مرارته.

يعرفه أبونا آدم عليه السلام يوم أكدل من الشجرة المحرّمة فأخرج من الجنة وحرم العيش مع الملائكة والحياة في الجنة.

يعرفه أيوب عليه السلام يوم فارق ثروته وأهله وأحبته وودع عافيته فإذا هو وحيد سقيم.

ويعرفه يونس عليه السلام يوم ألقي في البحر فالتقمه الحوت فحرم فضاء الحياة الواسعة الرحبة ليعتقل في ظلمات متكاثفة في بطن الحوت.

ويعرفه يعقوب عليه السلام وقد فقد بصره بكاء على المحبوب.

ويعرفه يوسف عليه السلام إذ فارق احضان والديه الدافئة بعد أن ألقي في غيابات الجب.

ولكن الله عزوجل تاب على آدم عليه السلام واجتباه، وأعاد العافية لأيوب عليه السلام وأهله ومثلهم معهم.

ويونس عليه السلام نجاه الله من الكرب العظيم وأوحى إلى الحوت أن ينبذه في الساحل وأنبت عليه شجرة من يقطين، ثم أرسله رحمةً إلى مئة ألف أو يزيدون.

ويوسف عليه السلام أوى إليه أبويه من بعد ما مكن له في الأرض وجعله عزيز مصر وآتاه الله الملك وعلمه من تأويل الأحاديث.

 

 

قصة اليوم:

(وما حقه يا رب؟)

جاء في بعض التفاسير أن يوسف لما مكن من الأرض وأصبح عزيز مصر فكرّ أن يكون له وزير يعاونه في إدارة البلاد فيكون أقوى على نشر العدل واصلاح معيشة الناس، ولكنه لم يجد من يسند اليه هذا المنصب، فأوحى الله إليه: (ان الله يقرؤك السلام ويقول اتخذ لك وزير) فقال يوسف عليه السلام: هو ما أبغي، فقال الملك: ان ربك يقول اتخذ أول من تقع عليه عينك صباح غد.

فلما أصبح وقعت عيناه على رجل ضعيف نحيل يحمل كيساً على ظهره فأراد يوسف عليه السلام أن يتخطاه إلى الذي بعده فهبط الوحي عليه يقول: لا تدعه واتخذه وزيراً فان له حقاً عليك.

قال يوسف عليه السلام : وما حقه يا ربّ؟

قال: إنه الذي شهد بعفتك وطهارة ثوبك يوم جرى ما جرى في قصر عزيز مصر.

هكذا فعل الله عزوجل بمن أدى شهادة حق وأنصف فكيف فعله بمن كان له موحداً مؤمناً؟!

أجل هذا هو لطف الله ورحمته ورأفته سبحانه أنه هو أرحم الراحمين.

شرح دعاء كميل: ص356

 

 من عبق المرجعية:

(من كلمات سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله)

* على كل شخص مكلف أن يتعلم ويعرف ما هي الواجبات والمحرمات عليه وعلى الآخرين للعمل بها وتعليمها والأمر بها حتى الوصول إلى حد تتحقق فيه الكفاية، فهذه هي الوظيفة، وهذا ما يسر الإمام الحجة «عجل الله تعالى فرجه» ويجعله يرضى عنا، فإن من أدى وظيفته بصورة صحيحة كان مرضياً عند الإمام «عجل الله تعالى فرجه»  وأما من لم يؤد وظيفته فليس بمرضي عنده.

* ينبغي الاهتمام بتعظيم الشعائر الحسينية، وبناء الحسينيات وإقامة مجالس العزاء، والمواكب وإنشاء الهيئات، وتعميم مظاهر الحزن والمصيبة بكافة أنواعها المستحبة في الشوارع والبيوت والمحلات العامة وغيرها؛ فإنها وسيلة مثلى لجذب الناس إلى الدين ليفتحوا لهم عقولهم ونفوسهم، ويستلهموا بسببه كل خير، فيحظوا بجوامع السعادة في الدنيا والآخرة.

 

 

من فوائد الصوم:

(التقوى)

فإن الإنسان لا يصوم، إلا إذا علم: أن الله له بالمرصاد، وأنه اقرب إليه من حبل الوريد، بحيث يعرف صيامه وإفطاره، وأكله وشربه، ويحصى خطرات قلبه، وتقلب نواياه. وإذا علم كل ذلك، يجد نفسه أبداً في حضرة الله سبحانه وتعالى، بحيث يراقبه في كل حركة وسكتة كما يراقبه الله في كل لفتة وهمسة ونية. وباستمرار ساعات الصوم وتكرار أيامه، فتقوى في نفسه حالة حضورية، لا يستطيع جحودها، فيكون أبداً في خشوع وتواضع ووقار. فكما ان الإنسان إذا مثل أمام أحد الملوك أو الزعماء تملكه حالة مواظبة تمنعه من اتيان كل ما ينافي مرضاتهم، كذلك إذا سيطرت عليه (الملكة الحضورية) بالنسبة إلى الله سبحانه فانه يكون (متقياً) ـ بمعناه الكامل ـ حتى لا ينبعث إلا عن رضاه، ولا يأتي بما يخالف إرادته. أليس في بعض الحديث: (الصوم جُنة) إشعاراً بأنه وقاية يجب ان يتستر بها الصائم، من شرور نفسه وشرور مجتمعه وشرور الشيطان. وهكذا يكون متقياً ـ رمز إليه القرآن حيث ختم بيان الصوم بقوله: (لعلكم تتقون) ـ ويرقى في مراتب التقوى. حتى يبلغ درجة اليقين، التي عبر عنها الحديث المأثور: (اعبد الله كأنك تراه، فان لم تكن تراه فانه يراك). 

حديث رمضان: ص142

 

 

استفتاءات رمضانية:

(طبقاً لفتاوى سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله)

س: هل يجوز لغير الطباخ تذوق الطعام في حال الصيام مع الالتزام بالشروط؟

ج: يجوز لغير الطباخ تذوق الطعام إذا لم يصل شيء منه إلى حلقه.

 

 س: هل يجوز في قضاء الصوم الواجب اختيار موسم الشتاء في البلدان التي يكون اليوم فيها قصيراً جداً؟

ج: يجوز.

 

س: هل يجب القضاء والكفارة على من داعب زوجته في نهار شهر رمضان من دون دخول ثم نام وهو لا يزال على أثر تهيجه واستيقظ جنباً؟

ج: لا يجب عليه القضاء ولا الكفارة في الفرض المذكور.

 

س: ما هي كفارة تعمد الاستمناء في نهار شهر رمضان؟

ج: فيه كفارة الجمع على الأحوط وجوباً.