|
|||||
مراسم صلاة العيد المباركة في مرقد العلامة الشيخ أحمد بن فهد الحلي قدس سره في كربلاء المقدسة
أُقيم في مرقد العلامة الشيخ أحمد بن فهد الحلي رحمه الله في كربلاء المقدسة مراسم صلاة العيد المباركة بإمامة سماحة آية الله الشيخ عبد الكريم الحائري، وبحضور جموع المؤمنين صبيحة يوم السبت الأول من شهر شوال المكرم 1436 هجرية. الخطبة الأولى من خطبتي الصلاة استمدها سماحته من قوله تعالى: (قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونَ لَنَا عِيداً لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ*قَالَ اللّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَاباً لاَ أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِنَ الْعَالَمِينَ) سورة المائدة: الآيتين 114 و115. فعّقب قائلاً: حوار بين الحواريين والنبي عيسى ـ على نبينا واله وعليه الصلاة والسلام ـ حيث طلب الحواريون من عيسى أن يدعو الله تبارك وتعالى ان ينزل عليهم مائدة من السماء كما قال تعالى: (إِذْ قَالَ الْحَوارِيُّونَ يَاعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّماءِ قَالَ اتَّقُوا اللّهَ إِن كُنتُم مُؤْمِنِينَ)، ومن ثم عللوا طلبهم بانهم يريدون ذلك كعلامة على نبوة عيسى فتطمئن قلوبهم كما أخبر الله تعالى حيث قال: (قَالُوا نُرِيدُ أَن نَأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِين). فأمرهم عيسى ان يصوموا شهراً فصاموا بعد ذلك جاؤوا الى عيسى عليه السلام وطلبوا منه فاستجاب لهم بعد إصرارهم ودعا الله تعالى كما أخبر القرآن العظيم في الآية المتقدمة لكن الله توعّد من يكفر بعذاب اذ قال عزّ وجلّ: (قَالَ اللّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَاباً لاَ أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِنَ الْعَالَمِينَ). وقد ورد في الروايات الشريفة أن قوماً من القصّارين (غسالي الملابس) كانوا مدعويين للمائدة فشككوا بعد ذلك ولم يشكروا وكفروا فمسخهم الله خنازير، فهكذا جزاء من يكفر بآيات الله تعالى ودلائله سواء كانت مائدة أو آيات قرآنية، ومن هنا علينا الاعتبار فنحن بعد صوم شهر رمضان العظيم فلندعو الله تعالى وسيستجيب لنا كما وعدنا لكن علينا الحذر بأن نكون مصدّقين وشاكرين والا ستمسخ القلوب وفي الروايات عبِّر عن هذا المسخ بأن وجوههم وجوه الآدميين وقلوبهم قلوب الذئاب. كما وأكد أن من أهم ينبغي الدعاء له هو تعجيل فرج مولانا صاحب العصر والزمان المهدي المنتظر عليه السلام. ثم ختم بسورة النصر المباركة: (بسم الله الرحمن الرحيم إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ*وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً*فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً). أما الخطبة الثانية: فبعد الحمد وتمجيد الله تبارك وتعالى والصلاة على رسول الله صلى الله عليه واله وعلى آله الطاهرين وذكر أئمة المسلمين المعصومين عليهم السلام استمدها من قوله تبارك وتعالى: (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) سورة التوبة: الآية 105. فقد حثّ سماحته المؤمنين على أهمية العمل الصالح، لاسيما الاجتماعي وأوضح جملة أمور منها: 1 ـ ان المجتمع اليوم يعاني من كثرة البطالة والعزوبة، الأمر ان لم يعالج يؤدي فتنة وفساد كبير. 2ـ أداء الحقوق المترتبة على كاهل المؤمنين تجاه مجاهدي الحشد الشعبي وعوائلهم، وبالأخص شهداء الحشد وان يمتثل المؤمنون الأوامر الشرعية ووصية أمير المؤمنين عليه السلام: «الله الله في اليتامى فلا يضيعوا في حضرتكم». 3ـ بذل مزيد من الجهد في دراسة وتعلم الأحكام الشرعية المبتلى بها لاسيما وان العصر الراهن بتكنلوجيته الواسعة رتَّب الكثير من المسائل الشرعية الحديثة الموجب للوقوع في المحذورات الشرعية ان لم يتعلمها المكلف. 3ـ زيادة ارتباط المؤمنين بإمام العصر والزمان المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه، وتهذيب النفس أكثر فأكثر لتشعر دائما بمزيد الحاجة اليه عليه السلام. ومن ثم دعا سماحته بتعجيل الفرج للمولى عجل الله تعالى فرجه عبر كلمات الفرج المعروفة وختم بسورة الكوثر المباركة.
|
|||||
|