|
|||||||||||||||
مكتب سماحة المرجع الشيرازي يقيم مجلس عزاء الإمام الصادق عليه السلام
إحياءاً لذكرى شهادة الإمام أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام أقام مكتب سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله في كربلاء المقدسة بتاريخ السبت الخامس والعشرين من شهر شوال المكرم 1432هـ مجلس عزاء أستُهل بتلاوة آيٍ من الذكر الحكيم بصوت الشيخ علي الشامي، ليرتقي المنبر الشريف بعد ذلك الخطيب الحسيني الشيخ زهير الأسدي الذي ابتدأ حديثه بما ورد في الأثر الشريف: إنه سُأل النبي صلى الله عليه وآله: مَن أنفع الناس؟ فقال: أنفعهم للناس. وعقّب متحدثاً: حول الخصال الحميدة لاسيما صفة النفع لعباد الله حيث ورد التأكيد الكثير عليها في الشريعة المقدسة بل إن القرآن الكريم أخبرنا على لسان النبي عيسى عليه السلام إنه قال: (وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ) مريم: 31 ، وبركة نبي الله عيسى عليه السلام تتمحور حول نفعه لعباد الله فإن من أبرز صفات الأولياء إنهم نفّاعون للناس، لذا كان أئمتنا سلام الله عليهم أكثر الناس نفعاً. وأضاف قائلاً: اليوم نحيي ذكرى عظيم من عظماء أهل بيت العصمة والطهارة صلوات الله عليهم الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام ولو تأملنا جيداً في حياته الشريفة لوجدناه كثير النفع للناس، فمثلاً حينما أقام في العراق لمدة أربع سنوات ـ نتيجة الظروف السياسية الحاكمة وقتها ـ أسس مدرسة كبيرة لتلقي العلوم الدينية والتف العلماء حوله وقصده طلاب العلم من كل حدب حيث تجاوز عددهم الأربعة آلاف طالب وقد رسّخ سلام الله عليه الكثير من العقائد والشعائر الدينية بل هو الذي دلَّ الناس على المرقد الشريف المقدس لأمير المؤمنين سلام الله عليه وهو الذي حثَّ الناس على زيارة سيد الشهداء وجاهد من أجل ذلك، ومن المنافع الجَليَّة إنه كان يشتري العبيد ويعلمهم حتى يبلغوا درجات عالية والبعض منهم نقل الروايات المعتبرة عنه عليه السلام. كما وتحدَّث: عن أبرز العطاءات العلمية للإمام لاسيما إيجاده للتخصصات الكثيرة عند طلبته فقد تخصص البعض منهم في العقائد وعلم الكلام والبعض في الفقه وآخرون في الفلك وغيرهم في الطب وهكذا في الكيمياء والرياضيات والعلوم الغريبة فهو بحق صاحب النهضة الفكرية والعلمية في التاريخ الإسلامي وإليه يعود الفضل في تطور الحضارة الإسلامية وبلوغها المراتب المتقدمة بحيث كان العالم في ظلمات والمسلمون في قمة التحضر والعلم. ومن الجوانب التي تحدث عنها كذلك: جهود الإمام عليه السلام في محاربة البدع والعقائد الضالّة ويشهد لذلك مناظراته العلمية وفي حضور الكثير من السياسيين وأتباع الأديان والمذاهب الأخر حيث أتم عليهم الحجة البالغة. وكذا تحدث: حول مساعي الإمام في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومحاولاته المتتابعة والكثيرة لتقويم النهج الاجتماعي للمسلمين ومحاولة الحفاظ على الدين المحمدي الأصيل، وقد ختم البحث بذكر جوانبٍ من المضايقات الأموية ومن ثَم العباسية المستمرة للإمام سلام الله عليه حتى شهادته المفجعة.
|
|||||||||||||||
|