ليل كربلاء محتفياً

بسم الله الرحمن الرحيم

ويستمر الفرح يجول بين ثنايا كربلاء وأزقتها معلناً عن مولد ابن فخر الكائنات المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وسيد الوصيين علي عليه السلام وسيدة نساء العالمين ابنة المصطفى الزهرء عليهما السلام، إنه اليوم الذي ما فتأت ملائكة السماء تهبط وتصعد لتبارك رسول البشرية محمد الأمين عليه أفضل الصلاة والسلام هذا المولود العزيز وما خال فطرس متباهياً إلاّ إنّه كان أحد عتقاء هذا اليوم فهنيئاً لأمة الإسلام وليدها وحامي تراثها ومبادئها الحسين بن علي عليهما السلام.

 

كربلاء عروس الفرات

كربلاء اليوم تلبس حلة قشيبة فرحاً وابتهاجاً بهذا اليوم العظيم إنه الشرف الذي ما بعده شرف أن يكون بين حناياها، فتكون مزاراً لكل الخيرين من العالم مهما اختلفت أشكالهم وألوانهم ومبادئهم يجمعهم كلهم حب أبا عبد الله الحسين عليه السلام.

الفرح صار يوزع الحلوى نشواناً بهذه الذكرى العظيمة، فهذا يهدي الكعك وذاك راح يشمر عن زنده ويعلق طرف دشداشته في محزمه منهمكاً في توزيع الشربت وآخر يتوسل المارّة أن يذوقوا ما صنعته يديه ببركة الله وأبا عبد الله الحسين عليه السلام نعم إنها الفرحة التي لا تعرف الحدود فالكل يعمل صغير وكبير والكل يسارع إلى كسب الثواب والأجر.

 

ترانيم الحمائم

وما زال ليل كربلاء في أوله وقد افترش زوار كربلاء الساحات والأزقة معلنين أنفسهم ضيوف الرحمن في واحدة من جنانه ورياضه إنها روضة كربلاء... وحناء الزائرين... على ترانيم هديل الحمائم هي تنزل بينهم آمنة مطمئنة في حضرة سيد شباب أهل الجنة وريحانة الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم.

الهيئات والمواكب كلها قد شرعت في إعداد تكاياها فهذه زينت تكيتها باللون الأحمر وأخرى بالأخضر وتلك بالأزرق وهناك ازدانت تكيتها بالأعلام وعلى رأسها علمنا الحبيب علم العراق الغالي لنقول للعالم أجمع إن أبا عبد الله الحسين عليه السلام علمنا أن نحافظ على المبادئ والقيم وهيهات منا الذلة.

 

صافرة مرور

صفوف طويلة من المركبات بمختلف أنواعها وأحجامها الكل يترقب أن يدخل إلى وسط المدينة، والكل يرقبون صافرة المرور عسى أن ترحمهم فتسمح لهم بالدخول رغم ازدحام المدينة التي صار المشاة فيها لا يجد مكاناً بين المركبات والزائر يسمع أنغام الفرح بين المدائح والقصائد والأهازيج على أنغام أصوات المنبهات سواء للمركبات الخاصة بالزائرين أو مركبات الشرطة أو رجال الأمن أو المرور...

الكل يسعى من أجل كربلاء آمنة في مثل هذه الأيام ونحن يجب أن نشد يدنا معهم ونساعدهم في استتباب هذا الجانب المهم حتى تبقى كربلاء روضة من رياض الجنة رغم الأعداء.