مكتب سماحة المرجع الشيرازي دام ظله يقيم مجلس عزاء الإمام الرضا عليه السلام

إحياءً لذكرى شهادة الإمام الرؤوف علي بن موسى الرضا عليهما السلام في الآخر من شهر صفر أقام مكتب المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله مجلس عزاء بحضور جمع من العلماء والفضلاء وطلبة العلوم الدينية والمؤمنين صبيحة يوم الثلاثاء التاسع والعشرين من شهر صفر المظفر 1436 هجرية.

المجلس استهل بتلاوة قرآنية مباركة، ومن ثم ارتقى المنبر المبارك الخطيب الحسيني الشيخ مازن التميمي مبتدئً بتقديم تعزية بالمناسبة ومن ثم استمد بحثه من الحديث الوارد عن مولانا الإمام الرضا عليه السلام : حيث «أنه قال له رجل من أهل خراسان: يا بن رسول الله، رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله في المنام كأنه يقول لي: كيف أنتم إذا دفن في أرضكم بضعتي، واستحفظتم وديعتي، وغُيب في ثراكم نجمي؟ فقال له الرضا عليه السلام: أنا المدفون في أرضكم، وأنا بضعة من نبيكم، وأنا الوديعة والنجم، ألا فمن زارني وهو يعرف ما أوجب الله تبارك وتعالى من حقي وطاعتي ، فأنا وآبائي شفعاؤه يوم القيامة، ومن كنا شفعاؤه نجا ولو كان عليه مثل وزر الثقلين الجن والإنس». آمالي الصدوق: ص121.

فعّقب مبيناً ان في الخبر إخبار بأمر غيبي وهو ان الإمام عليه السلام اخبر بوفاته وبمكان دفنه وهو خراسان في طوس وهو على قيد الحياة، وهذا ليس بالأمر العجيب فقد تقدم عن آباءه لاسيما الإمام أمير المؤمنين عليه السلام الكثير من الاخبارات الغيبية، ومن ثم اخذ ببيان بعض المفردات الواردة في الحديث الشريف المتقدمة مثل  مصطلح «الوديعة» وهي وديعة رسول الله صلى الله عليه واله عند اهل خراسان بل بنزع الخصوصية تشمل الوديع الجميع وان هذا الأمر يرتب بعض الواجبات منها تعهد المرقد الطاهر والاعتناء به وخدمته، كذلك انتقد بعض المظاهر والأمور التي تصدر من بعض الناس في المراقد المقدسة من النوم وغيره مؤكداً أن هذه الأمور لا تتلاءم وقدسية المكان.

كما وبحث مصطلح «بضعة من نبيكم» مستظهرا منها مقام التشريف والتقديس للإمام الرضا عليه السلام، وان القداسة لا يمكن ان تكون بحال الا لمحمد وآله الأطهار صلوات الله عليه فمن ادعى او ادعي له التقديس من غيرهم فهو منحرف عن الحق، كما وان في الحديث الشريف المتقدم أخبار بان القوم ضيعوا ما أوجب الله عليهم من حق الإمام عليه السلام حيث ان النجم محله الهداية قال تعالى: (وَعَلاَمَاتٍ وِبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ) سورة النحل: الاية 16، إلا أنهم لم يهتدوا به بل غيبوه ففي الحديث المتقدم: «وغُيب في ثراكم نجمي».

بعد ذلك انتقل إلى بحث مسألة الشرط الوارد في الحديث الشريف بقول الإمام عليه السلام: «ألا فمن زارني وهو يعرف ما أوجب الله تبارك وتعالى من حقي وطاعتي»، مبيناً أن أدنى معرفة الإمام هو انه منصّب من قبل الله تعالى ومفترض الطاعة.

ومن ثم اخذ ببحث جوانب من سيرة الإمام عليه السلام صاحب الذكرى مع ذكر لبعض المعجزات والكرامات التي ظهرت على يديه أثناء حياته المباركة او بعد شهادته من خلال توسل المؤمنين بمرقده المقدس، ومن ثم اخذ بذكر واقعة الشهادة المفجعة وكيفيتها حينما قام المأمون العباسي بدس السم له عليه السلام في العنب وأمره بتناوله فمضى شهيداً مظلوماً محتسباً.