|
||||
مكتب سماحة المرجع الشيرازي دام ظله يقيم مجلس عزاء إحياءً لذكرى شهادة الرسول الأعظم صلى الله عليه واله
أقام مكتب سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله في كربلاء المقدسة صبيحة يوم الأحد الثامن والعشرين من شهر صفر الخير 1436 هجرية مجلس عزاء إحياءً لذكرى شهادة سيد الخلق أجمعين وخاتم الأنبياء والمرسلين الرسول الأعظم محمد بن عبد الله صلى الله عليه واله. المجلس استهل بتلاوة قرآنية مباركة بصوت المقرئ الحاج مصطفى الصراف ومن ثم ارتقى المنبر المبارك الخطيب السيد عدنان جلوخان وقد استمد بحثه بالمناسبة من حديث رسول الله صلى الله عليه واله: «ما أُوذي نبيٌ مثلما أوذيت»، مبيناً ان رسل الله تعالى وأنبياءه تحملوا الكثير من الأذى من قبل الطغاة المستبدين في سبيل تبليغ رسالات الله سبحانه وإنقاذ عباد الله المستضعفين من هؤلاء المستكبرين الذين يسومونهم سوء العذاب. فقد أكد ان رسول الله صلى الله عليه واله قد تحمل أذى المشركين وكذا المنافقين حيث آذوه أكثر ما اوذي نبي قط من قبله رغم أنهم يعرفون صدقه وانه مرسل من قبل الله تعالى فقد كانوا يلقبونه بالصادق الأمين، الا أن خوفهم على مكانتهم واستكبارهم وطغيانهم أسبابٌ جعلتهم يحاربونه ويؤذونه بأنواع الأذى. وأضاف: إن رسول الله صلى الله عليه واله تعرض الى ثلاث أنواع من الأذى: إحداها/ الأذى البدني، حيث كانوا يرمونه بالحجارة ويدمونه بذلك بل قاطعوه وجوعوه في شعب أبي طالب مع عشيرته بني هاشم حتى انه كان يضع حجر المجاعة على بطنه، والتاريخ فيه الكثير من الوقائع حول هذا النوع من الأذى. الثاني/ الأذى النفسي، فقد اتهموه بالجنون قال تعالى: (وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ) سورة القلم: الآية 51، وكذا اتهموه بالسحر والآيات الكريمة صريحة في ذلك: (أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَباً أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هذَا لَسَاحِرٌ مبين) سورة يونس: الاية 2. الثالث/ وهو اشد الأنواع وهو إيذاءهم للرسول الأعظم صلى الله عليه واله عبر الاعتداء على آله صلوات الله عليهم وهذا النوع هو المقصود من الحديث الشريف صدر البحث، والا فقد كان الأنبياء عليهم السلام يقتلون وينشر بعضهم بالمناشير وهذه الأمور لم تفعل برسول الله صلى الله عليه واله إلا أن آل الأنبياء لم يقتلوا أو يعذبوا كما فعل بآل رسول الله صلى الله عليه واله فحينما فات المنافقون أذى رسول الله صلى الله عليه واله بأشد الأنواع من القتل والتعذيب والثأر لقتلاهم حولوا ذلك إلى آله الأطهار. بعد ذلك أخذ ببحث واقعة الشهادة المفجعة وما جرى من دس السم لرسول الله صلى الله عليه واله ومن ثم وصيته الى أمير المؤمنين عليه السلام ليعرج إلى واقعة الطف الدامية وما جرى على سيد الشهداء عليه السلام في كربلاء من مآسي ليس لها نظير في تاريخ الإنسانية.
|
||||
|