![]() |
|||
سماحة المرجع الشيرازي دام ظله: الشعائر الحسينية بكافّة أشكالها تعني نصرة الإمام الحسين عليه السلام
قام بزيارة المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله، جمع من أصحاب موكب (أول مظلوم عالم) لأبطال المصارعة الوطنية التقليدية الإيرانية (هيئت ورزش باستاني وكشتي قهرماني ايران)، وذلك في بيته المكرّم بمدينة قم المقدّسة، واستمعوا إلى توجيهاته القيّمة، حيث قال سماحته: لقد دعا مولانا رسول الله صلى الله عليه وآله لمولانا الإمام الحسين صلوات الله عليه، وقال (ما مضمونه): «اللهم انصر من نصر الحسين، واخذل من خذل الحسين». وكان الإمام الحسين صلوات الله عليه حينها في عمر الثلاث أو الأربع سنوات. وعقّب سماحته: إن من أبرز مصاديق نصرة الإمام الحسين صلوات الله عليه هي الحسينيات والمواكب، وهي ولله الحمد منتشرة في أرجاء العالم، في الدول الشيعية، وغير الشيعية، وفي الدول الإسلامية وغير الإسلامية، وتمارس فعالياتها الحسينية. وأوضح سماحته: إذا حرم الإنسان من العناية الإلهية ومن النظر الإلهي، فهكذا إنسان سيخسر دنياه وآخرته. وأما إذا حظى الإنسان بالعناية والنظرة الإلهية، فستكون من آثار وبركات هذه العناية على هذا الإنسان هي أن ذريته من بعده سيوفقون للتمسّك بأهل البيت صلوات الله عليهم ولخدمتهم، وسينالون هم وآبائهم وأجدادهم الأجر والثواب الإلهي الخالد في الآخرة. وأشار سماحته إلى التشكيكات التي يثيرها البعض حول الشعائر الحسينية، وقال: بعض الأشخاص يدّعون ادّعاء غير جدير، حيث يقولون بأنه في زمن الأئمة المعصومين صلوات الله عليهم، لم تكن بعض الشعائر الحسينية التي نشاهدها اليوم. فنقول لهم: وهل في زمن الأئمة الأطهار صلوات الله عليهم كانت القبب والمنارات على مرقد الإمام الحسين صلوات الله عليه وعلى مراقد باقي الأئمة صلوات الله عليهم؟ فهل هذا يعني أن نترك مراقد أهل البيت صلوات الله عليهم بلا بناء ولا إعمار وبلا قبب ومنارات، لأنها لم تكن في زمنهم صلوات الله عليهم؟! ثم انه في زمن الأئمة المعصومين صلوات الله عليهم لم تكن الحسينيات والمواكب منتشرة في العالم كما هي اليوم، فهل يصحّ أن نترك تشييد وبناء وتأسيس الحسينيات والمواكب عالمياً لأنها لم تكن منتشرة عالمياً في زمن المعصومين صلوات الله عليهم؟ وأضاف سماحته: إن كل من ساهم وشارك وبذل الأموال الحلال والإمكانات في سبيل تشييد وبناء المراقد الطاهرة والقبب والمنارات للمعصومين صلوات الله عليهم، هم في الواقع شاركوا في تعظيم وإحياء الشعائر الحسينية المقدّسة، ولهم الأجر والثواب. وهذه الأمور وأمثالها وغيرها من الشعائر كبناء الحسينيات ونشرها وتعميمها عالمياً، هي من مصاديق نصرة الإمام الحسين صلوات الله عليهم، والقائمين بها يشملهم دعاء مولانا رسول الله صلى الله عليه وآله الذي صدّرنا به كلامنا آنفاً، وتشملهم الألطاف الإلهية والرعاية من أهل البيت صلوات الله عليهم. ولا شكّ بأن القائمين بهذه الأمور سيرون الثمرات العديدة والبركات الكبيرة والواسعة في الدنيا فضلاً عن الآخرة. وشدّد سماحته بقوله: على الجميع، في كل نقطة من العالم ومهما كان عملهم ومستواهم، أن يسعوا إلى بذل قدراتهم وإمكاناتهم في سبيل خدمة وتعظيم الشعائر الحسينية المقدّسة، وفي سبيل إحياء عاشوراء وإحياء النهضة الحسينية المقدّسة الإصلاحية الإنسانية، وأن لا يقصّروا أو يتهاونوا في تقديم الإعانات المالية والمادية والجسمية، أو في تشجيع وحثّ الآخرين، لأجل إحياء الشعائر الحسينية المقدّسة، التي تشمل إقامة المجالس الحسينية والعزاء وتأسيس وبناء الحسينيات والمواكب وأمثال ذلك. كما على الجميع ان ينتبهوا إلى هذه النقطة المهمة وهي أن ينظروا بالإيجاب إلى كل أشكال وأنواع وطرق إحياء وإقامة الشعائر الحسينية المقدّسة، وأن يجتنبوا القول أو العمل السلبيين أو التهاون تجاهها، حتى يشملهم دعاء النبي الكريم صلى الله عليه وآله. وختم سماحة المرجع الشيرازي دام ظله، توجيهاته القيّمة، مؤكّداً: علينا جميعاً أن نسعى إلى السعادة والفلاح في الدنيا والآخرة، وأن نقوم بالمزيد والمزيد من الفعاليات في سبيل مولانا الإمام الحسين صلوات الله عليه، وأن نتحمّل ما نواجهه في هذا الطريق من مشاكل ومتاعب. كما أسأل الله تبارك وتعالى أن يمن بالمزيد من التوفيق على من وفّق لخدمة القضية الحسينية المقدّسة، وأن لا يحرمهم من هذا التوفيق، وأن يديم هذا التوفيق عليهم وعلى ذراريهم من بعدهم.
|
|||
|