مكتب سماحة المرجع الشيرازي دام ظله يقيم مجلس عزاء الإمام الحسن عليه السلام إحياءً لذكرى شهادته

أقام مكتب سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله في كربلاء المقدسة مجلس عزاء السبط الأكبر لرسول الله صلى الله عليه واله وسيد شباب أهل الجنة الإمام المجتبى الحسن بن علي عليهما السلام وذلك صبيحة يوم الأحد السابع من شهر صفر الخير 1436 هجرية بحضور العديد من العلماء والفضلاء وخطباء المنبر المبارك وطلبة العلوم الدينية والمؤمنين.

تلاوة قرآنية معطرة بصوت المقرئ الحاج مصطفى الصراف ـ مؤذن الروضة الحسينية المطهرة ـ استهل المجلس ليرتقى المنبر المبارك بعد ذلك فضيلة السيد هشام البطّاط مستمداً بحثه بالمناسبة من حديث رسول الله صلى الله عليه واله بحق سيدا شباب أهل الجنة عليهما السلام: «الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا».

  فقد تحدث ابتداءً حول الكيفية التي يتم بها تكوين أسرة النبوة وأسرة الإمامة مقررا ان ذلك يتم بأمر الله تعالى وكمثال لذلك تحدث حول زواج رسول الله صلى الله عليه واله من السيدة الجليلة خديجة بنت خويلد مبيناً أنها بلغت من الكمال والطهر والنقاء الروحي ما أهَّلها لتكون صالحة لاحتضان النطفة الطاهرة الزكية للسيدة فاطمة الزهراء عليها السلام سيدة نساء العالمين، وان أمر زواجها من رسول الله صلى الله عليه واله قد قرر من قبل الله تعالى.

بعد ذلك تحدث حول تكوين بيت الإمامة والخلافة الإلهية «بيت علي وفاطمة عليهما السلام» وان أمر زواج السيدة فاطمة عليها السلام جاء من قبل الله تعالى فرغم ان رسول الله صلى الله عليه واله قد أعطاه الله سبحانه صلاحيات واسعة بحيث ان أمر عالم التكوين موكول إليه إلا أن فاطمة عليها السلام هي خارج هذه الصلاحيات وان أمرها ككل لله تعالى ولذا جاء الأمر الله الى رسول الله صلى الله عليه واله بتزويج النور من النور أي زواج أمير المؤمنين عليه السلام من فاطمة الزهراء سلام الله عليها وكان أول ناتج من هذا الزواج هو ولادة الإمام الحسن عليه السلام.

ومن هنا أخذ ببيان جانب من حياة الإمام الحسن عليه السلام مبتدئً ببيان ولادته الطاهرة وان اسمه بل هو بذاته مظهر من مظاهر أسماء الله تعالى، وان رسول الله صلى الله عليه واله حينما اخبر بولادته اقبل الى بيت علي عليه السلام فرحاً مسروراً بولادة ولي الله وحجته في أرضه الا انه عليه السلام بكى بل وأسس مأتم واخبر بما سيجري على هذا المولود المبارك من آهات وآلام وانه سيمضي شهيداً مسموماً.

 كما وتحدث حول بعض الاتهامات والإشاعات التي نسبت إلى الإمام الحسن عليه السلام من قبيل انه كان مزواجاً مطلاقاً، مبيناً ان هذا الأمر لا يقبله العقل فضلاً عن ورود النفي نقلا في ذلك لاسيما وانه قد ورد اللعن بحق المزواج المطلاق.

كذلك تطرق إلى مسألة الصلح مع معاوية وكيف استطاع الإمام الحسن عليه السلام كشف زيف الأمويين وفضح تلبسهم بلباس الدين وقد تبين ذلك منذ الساعات الأولى لدخول معاوية الى العراق مع أول خطبة له حيث قال كل ما عاهدت عليه الحسن بن علي فهو تحت قدمي هاتين. وبذلك أتضح للمغرورين والمغفلين من المسلمين حقيقة معاوية وانه طالب سلطة ورئاسة.

ومن ثم تحدث حول بعض المصاعب التي واجهها الإمام عليه السلام والمحاولات التي قام بها أعداءه للفتك به حتى استطاع معاوية ان يدس السم إليه عبر زوجته جعدة بنت الأشعث حتى مضى شهيداً مسموماً مظلوماً.