إحياء ذكرى شهادة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله والإمام الرضا عليه السلام

في مكتب سماحة المرجع الشيرازي دام ظله بدمشق

بمناسبة ذكرى استشهاد رسول الله الأعظم محمد بن عبد الله صلى الله عليه واله واستشهاد سبطه وريحانته الإمام الحسن المجتبى وحفيده الإمام السلطان علي بن موسى الرضا عليهم السلام أقيم في مكتب سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله في العاصمة السورية دمشق ـ منطقة السيدة زينب عليها السلام ـ مجالس عزاء إحياءً لهذه المناسبات الحزينة ولمدة ثلاثة أيام ابتداءً من يوم الثلاثاء السابع والعشرين من شهر صفر الجاري 1435 هجرية.

المجالس استهلت بتلاوة قرآنية عطرة بصوت الشيخ عبد القادر العدّاي، ليعتلي المنبر الحسيني المبارك سماحة الخطيب السيد عز الدين الفائزي متحدِّثاً طيلة مجالس الأيام الثلاثة حول الرسول الأعظم صلى الله عليه واله ابتداءً من أولى أيام حياته الشريفة وفترة كفالة أبي طالب عليه السلام له صلوات الله عليه واله ودور أبي طالب عليه السلام في حمايته ومنع المشركين عن أذيته أو قتله والجهود التي بذلها في سبيل نصرة الدين الحنيف في المرحلة المكية.

كما وتحدَّث حول البعد الأخلاقي والصفات النبيلة العالية التي تحلى بها الرسول الأكرم صلى الله عليه واله وأثر ذلك في انتشار الإسلام والتفاف الناس حوله، وما تحقق على يديه صلوات الله عليه وآله من انتشال الناس من حضيض الجاهلية الى رفعة الإسلام وسموه الروحي وإنسانيته، ليتحدث بعد ذلك حول واقعة شهادته صلوات الله عليه واله والظروف الاجتماعية والسياسية التي أكتنفت المرحلة وقتها.

كذلك افرد جانب من الحديث لوجه الشبه بين الإمامين الحسن المجتبى وعلي بن موسى الرضا عليهم السلام حيث ان الإمام الحسن عليه السلام ابتُلي بالحكم والإمامة الظاهرية والإمام الرضا عليه السلام ابتلي بولاية العهد للمأمون العباسي، مستطرداً في البحث الى معالجة كل إمام للمرحلة التي واجهها الأمر المحتم لبيان مسألة صلح الإمام الحسن عليه السلام مع معاوية بن أبي سفيان فقام ببيان ذلك وما تضمن من شروط حسنية وسياسة محنكة فضح بموجبها الزيف الأموي وتستره بلباس الدين.

من جانب آخر بحث مسألة ولاية العهد التي قبلها الإمام الرضا عليه السلام وما هي الظروف التي حتَّمت ذلك وكيف استطاع الإمام الرضا عليه السلام عبر شروطه وسياسته الحكيمة من فضح الزيف العباسي والتستر بالدعوة والحب لأهل بيت العصمة والرسالة صلوات الله عليهم.

كذلك نبه الحاضرين إلى أهمية المراجعة والمحاسبة لما مضى والاستفادة من التجارب السابقة وتقييم ذلك مؤكداً بأن شهري محرم الحرام وصفر المظفر لهذا العام على وشك الانتهاء والتصرم فعلى كل شخص تقييم ما استفادة روحياً عبرهما وما تخللهما من مناسبات كبيرة.

وقد ختم مجلس اليوم الثالث ـ الموافق الخميس التاسع من الشهر الجاري ـ بذكر المصائب الكبيرة والفواجع العظيمة التي ألمّت بالصدّيقة الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام والتي ختمتها اخيراً بشهادتها صلوات الله عليها.

كما وأقيم بهذه المناسبات الحزينة مجالس عزاء نسوية في حسينية الحوزة العلمية الزينبية النسوية ولمدة ثلاثة أيام ابتداءً من يوم الثلاثاء السابع والعشرين من شهر صفر 1435 هجرية الساعة الثالثة مساءً.

مجالس العزاء النسوي تستهل يومياً بتلاوة قرآنية ومن ثم تعتلي أحدى الخطيبات حيث اعتلت المنبر في مجلس اليوم الأول الخطيبة الحسينية أم ميثم عمراني، وفي اليومين الأخيرين الخطيبة الحسينية أم سليمان، ليتحدثن خلال مجالسهن للأيام الثلاث حول جوانب مهمة من حياة الرسول الأكرم والتضحيات العظيمة التي قدّمها صلوات الله عليه واله من اجل نصرة الإسلام وتبليغه وإنقاذ الناس اجمع من الظلمات وإخراجهم إلى نور الإسلام العظيم ومعرفة الله سبحانه وأداء حقه وشكره.

كما وتحدَّثن حول واقعة شهادة الرسول الأكرم صلوات الله عليه وما تخللها من أحداث وكذا حول واقعتي شهادة الإمام الحسن المجتبى عليه السلام وشهادة الإمام الرضا عليه السلام.