مكتب سماحة المرجع الشيرازي دام ظله يقيم مجلس عزاء الرسول الأعظم صلى الله عليه واله

أقام مكتب سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله في كربلاء المقدسة مجلس عزاء بمناسبة حلول ذكرى شهادة الرسول الأعظم محمد بن عبد الله صلى الله عليه واله وذلك بتاريخ الأربعاء الثامن والعشرين من شهر صفر 1435 هجرية وبحضور جمع من أصحاب السماحة والفضيلة العلماء والخطباء وطلبة العلوم الدينية والمؤمنين.

مجلس العزاء استهل بتلاوة قرآنية معطرة ومن ثم ارتقى المنبر المبارك الخطيب الحسيني فضيلة السيد مضر القزويني الذي ابتدأ بحثه بقوله تعالى: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَاعَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ) سورة التوبة: 128.

فعقب متحدِّثاً حول الإصلاحات الكبيرة والجذرية التي استطاع الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه واله تحقيقها وفي فترة قياسية، مستشهداً لذلك بجملة ظواهر اجتماعية سيئة استطاع الرسول تغييرها منها مثلاً مسألة وأد البنات المتفشية في المجتمع الجاهلي وكذا مسألة امتهان المرأة حيث استطاع صلوات الله عليه واله أن يعيد للمرأة كرامتها وعزتها.

وقد أكد على أن الرسول الأكرم صلوات الله عليه استطاع ذلك عبر عدة عوامل أهمها الخلق الرفيع الذي كان يتحلى به وقد شهد الله سبحانه له بذلك قال عزّ وجلّ: (وَإِنَّكَ لَعَلَى‏ خُلُقٍ عَظِيمٍ) سورة القلم: 4، فبهذه الخلق استطاع أن ينفذ إلى قلوب الناس لكي يطهر الإنسان من رذائل الجاهلية وصفاتها.

ومن الصفات النفسية للرسول الأكرم صلى الله عليه واله ـ التي بحثها عبر المجلس ـ انه كان يتأذى كثيرا حينما يرى مجتمعه عاكف على عبادة الأصنام تعمهيه الجهالة وتسيطر عليه الخرافة بسبب تركه الحق الواضح الجلي المتمثل برسالته السمحاء وتعاليمه القيمة.

ومن ثم بحث في بعض مفردات الآية مبينا لها قائلاً: إن العنت يعني المشقة وفي الآية الكريمة فأن ما مصدرية لأنها تؤل هي وما بعدها إلى المصدر فقوله ما عنتم أي عنتكم فالرسول الأعظم صلى الله عليه واله كان يريد رفع المشقة عن الناس فهو رؤوف رحيم بهم قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) سورة الأنبياء: 107، والآية الكريمة ذاتها تشهد بذلك قال تعالى: (بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ).

بعد ذلك بحث مسألة مسؤوليتنا تجاه الرسول الخاتم صلوات الله عليه واله وأهمية حبه وأتباعه مستشهداً لذلك بعدة وقائع منها قصة الشاب الأنصاري المؤمن المحب لرسول الله صلى الله عليه واله والذي قال يوماً للرسول إني احبك لكن تشغلني بعض الظروف عن البقاء دائما معك، وهذا في الدنيا استطيع الوصول أليك والتحدث معك أما في الآخرة فإن مقامك يا رسول الله سام جداً فلا أستطيع رؤيتك والحديث معك فنزل قوله تعالى: (وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً) سورة النساء: 69 ، فبشره الرسول الرحيم بأنه معه في الجنة.

ومن ثم بحث واقعة شهادة صلوات الله عليه واله وما تخلل ذلك من ظروف سياسية واجتماعية وانقلاب القوم على الأعقاب وابتداء المحن والمصاعب العظيمة على أهل بيت العصمة والرسالة عليهم السلام لاسيما أمير المؤمنين والسيدة الطاهرة فاطمة الزهراء عليهما السلام.