|
|
سماحة المرجع الشيرازي دام ظله لشباب من البحرين: ياشيعة محمّد وآل محمّد كونوا يداً واحدة
إنّ العظماء في التاريخ لم يولدوا عظماء، وإنّما هم صنعوا العظمة لأنفسهم، فهل بالإمكان أن تكونوا أنتم، وغيركم من الشباب، عظماء أيضاً؟ الجواب: نعم ممكن. هذا ما قاله المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله، بجمع من الشباب المؤمن من البحرين الجريح، الذين قاموا بزيارة سماحته في بيته المكرّم بمدينة قم المقدّسة، يوم الخميس الموافق لغرّة شهر صفر المظفّر 1435 للهجرة. وقال سماحته: كل إنسان، وبالأخصّ الشاب، عنده قابلية العظمة، ولكن هذا الأمر بحاجة إلى ثلاث كلمات، وأيّ واحد منكم، ومن غيركم، تتحقّق فيه هذه الكلمات بنسبة نجاح جيّدة، فسيكون عظيماً في التاريخ، وعندما يموت، سوف لا ينقطع عن الدنيا حتى بعد مرور ألف سنة من موته. وبيّن سماحته: هذه الكلمات الثلاث، هي: الأولى: الإخلاص لله تعالى ولأهل البيت صلوات الله عليهم، باعتبار انّ أهل البيت صلوات الله عليهم هم القناة الوحيدة بين الله وعباده، وهم الطريق الوحيد إلى الله تعالى. ويعني الإخلاص هو أن يكون أمل الإنسان في كل أموره هو الله تعالى وأهل البيت صلوات الله عليهم. فالذي يعمل لله لا يهمّه إن علم الناس به أو لم يعلموا، فالمهم هو الله تعالى وأهل البيت صلوات الله عليهم. فعلى الإنسان أن ينمّي في نفسه هذه الروح، أي روح الإخلاص، ويستمر إلى أن يصل إلى أعلى مرتبة في الإخلاص.
الثانية: النشاط. فالعظماء
في التاريخ كانوا نشطاء. فيجب على كل إنسان في كل الأحوال، في بلده وفي بلد
المهجر، وفي السفر والحضر، وفي الدراسة والكسب، غنياً كان أو فقيراً، وسليماً
أو مريضاً، عليه أن ينمّي روح النشاط في نفسه، وأن يستفيد من يوميات حياته،
كل في مجاله، فلا يمرّ عليه يوم أو حتى ساعة، يكون فيهما عاطلاً. على الشاب أن ينمّي روح حسن الخلق فيه، ويتعامل بالأخلاق الحسنة مع الجميع، وخصوصاً مع سيئ الخلق، سواء كانوا والديه أو أقاربه أو زملائه أو معارفه. وأن يلتزم بذلك في السفر والحضر وفي الحسينية والمسجد، وفي كل مكان، ومع كل من يعيش معهم. فمثلاً أن تسلّم على من لم يسلّم عليك، وأن تحسن إلى من أساء إليك. يقول القرآن الكريم: (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ). وهذا يعني أن تدفع السيئة بالأحسن وليس بالحسنى فقط. وخاطب سماحة المرجع الشيرازي، الضيوف الكرام، مؤكّداً: أنتم إن شاء الله، في المستقبل القريب، في البحرين، إذا أصبحتم في مواقع مسؤولية، فبحاجة إلى تلك الكلمات الثلاث أكثر. كما عليكم أن لا تتصارعوا مع بعضكم، ولا أقصد مصارعة الأبدان، بل المصارعة في الرئاسة وبالمسؤولية. وأن لا يكون بعضكم ضد بعض، وكونوا يداً واحدة أنتم ياشيعة أهل البيت صلوات الله عليهم، وياشيعة محمّد وآل محمّد صلى الله عليه وعليهم أجمعين. فالقرآن الكريم يقول: (وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ). وختم دام ظله حديثه، بقوله: أسأل الله تعالى أن يفرّج عنكم وعن بقية المظلومين في البحرين وفي باقي البلاد، وأن يفرّج عن الشيعة في كل مكان، خاصّة بالبحرين.
|
|
|