|
|||
ثاني أيام مجلس عزاء الإمام الحسن المجتبى عليه السلام في مكتب سماحة المرجع الشيرازي دام ظله
واصل مكتب سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله عقد مجالسه الحسينية ولليوم الثاني على التوالي بمناسبة ذكرى شهادة سبط رسول الله صلى الله عليه واله الإمام الحسن المجتبى صلوات الله عليه في السابع من شهر صفر الأحزان لهذا العام 1435 هجرية. المجلس استهل بتلاوة قرآنية معطرة ومن ثم ارتقى المنبر المبارك فضيلة الخطيب الشيخ عبد الحسن الاسدي مستمداً بحثه من وصية الإمام الحسن عليه السلام لجنادة: «اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً». فقد تحدث حول أهمية وضع ضابطة للحياة او خارطة طريق تحدد عبرها الأهداف المرجوة، وان تكون الأهداف كبيرة وعظيمة مخطط لها بإحكام ودقة، وكما يقول احد الحكماء: قل لي كيف تفكر أقول لك من تكون. وكذلك قال: لابد لنا من الاستفادة من الأحاديث الشريفة في هذا الصدد أي بناء الدنيا والآخرة، والحديث الشريف المتقدم يبعث نحو بناء الحياة الفردية والاجتماعية وفق تفكير رحب واسع وأهداف عظيمة، والابتعاد عن التفكير ذي الأفق الضيق والأهداف الصغيرة المتدنية، فعالم اليوم في تسابق محموم عجيب وسريع فأين نحن من هذا العالم. وأضاف: العلماء والفضلاء وطلبة العلم والخطباء شأنهم صناعة الإنسان وقيادة الأمة، فلابد من توجيه الناس إلى الأهداف السامية والعمل للدنيا والآخرة، فكما نوجه الناس الى العمل من اجل الآخرة كذا يجب توجيههم للعمل من اجل الدنيا وان نخطط لهم ونزرع الطموح الكبير ذي الأهداف العليا، وكمثال لذلك نجد ان اكبر الشركات التجارية في العالم ليست لشيعة أهل البيت عليهم السلام بل من يملكها ينتمي إلى الأديان الأخرى، فينبغي توجيه المجتمع نحو بناء شركات عملاقة تنافس الشركات العالمية الكبرى. كما وتحدّث حول المؤسسات الخيرية والإنسانية مبيناً انها في الغالب تعاني أزمات مالية والسبب واضح وهو تدني مستوى الاقتصاد بشكل عام، فينبغي التوجيه نحو بناء اقتصاد سليم سواء على مستوى الدول ام على مستوى الأفراد. وفي الجانب الإرشادي بين ان على رجال الدين توجيه المجتمع عبر رموز معينة في الحياة وان لم يكونوا مسلمين فالغاية العمل للدنيا كما العمل للآخرة كلاهما ضروري وفي هذا المقام كثيرا ما كان الإمام الشيرازي الراحل السيد محمد يذكر لنا غاندي وما فعل لأجل التغيير في الهند ويأمرنا اخذ العبرة منه في العمل الدنيوي. وفي جانب البناء العقائدي والرسالي أكد أهمية الإقتداء بالمعصومين عليهم السلام في هذا الصدد وكمثال لذلك إمامنا الحسن المجتبى الذي وقف بوجه أبي سفيان الذي جاء طالباً من أمير المؤمنين عليه السلام الشفاعة عند رسول الله صلى الله عليه واله وعمر الإمام الحسن عليه السلام لم يتجاوز الأربعة اشهر فأخذ بيده الكريمة انف أبي سفيان والأخرى بلحيته فشدها قائلا له: «قل لا أله الا الله وان محمداً رسول الله، آخذ لك الشفاعة من جدي رسول الله صلى الله عليه واله»، مع ملاحظة ان أبا سفيان كان يمثل طاغوت العصر في حينه. بعد ذلك بحث واقعة شهادة الإمام الحسن عليه السلام وكيفية شهادته بالسم الذي سقته له زوجه «جعدة بنت الاشعث لعنها الله» وعظم المصيبة التي وقعت على أهل البيت عليهم السلام وشيعتهم بذلك.
|
|||
|