مكتب سماحة المرجع الشيرازي دام ظله يقيم مجلس عزاء السيدة رقية عليها السلام

:. بمناسبة حلول ذكرى شهادة السيدة الجليلة رقية بنت الإمام الحسين عليهما السلام أقام مكتب سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله الوارف في كربلاء المقدسة مجلس عزاء بتاريخ الاثنين الخامس من شهر صفر الأحزان 1435 هجرية.

استهل المجلس بتلاوة قرآنية معطرة، ومن ثم ارتقى المنبر المبارك فضيلة الخطيب الشيخ جعفر الحائري مستمداً بحثه من قوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّماءِ*تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ*وَمَثَلُ كَلِمَةٍ  خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الْأَرْضِ مَالَهَا مِن قَرَارٍ) سورة إبراهيم: الآيات 24 الى26.

وقد تحدََّث مبيناً قوله سبحانه: (كَلِمَةً طَيِّبَةً) أنها كلمة التوحيد «لا اله الا الله» وإنها الكلمة التي يتحصَّن بها المؤمنون وكما ورد في الأثر الشريف عن الإمام الرضا عليه السلام: «كلمة لا اله الا الله حصني، ومن دخل حصني امن من عذابي، ولكن بشرطها وشروطها وأنا من شروطها».

وأضاف: إن القرآن العظيم مثّل للكلمة الطيبة الشجرة الطيبة حيث انها ثابتة في الأرض عبر جذورها فلا تزعزعها العواصف إشارة الى الصمود والثبات على المبدأ الحق، ولها أغصان وثماراً، وليست شمطاء لا ورق ولا ثمر لها، وفوق ذلك تتزعزع بأبسط رياح فتتصرف العواصف الهوجاء فيها كيفما تشاء فهذه الشجرة الخبيثة المتلونة والمتغيرة التي لا استقرار لها.

وقال كذلك: من المصاديق الكبرى للشجرة الطيبة أهل بيت العصمة والرسالة صلوات الله عليهم وقد عرف القاصي والداني مواقفهم الصمودية الثابتة والخالدة على الحق، وفي قبالهم المصداق الأعظم للشجرة الخبيثة وكما ورد في الروايات الشريفة هم بنو أمية.

ومن ثم اخذ بذكر المواقف البطولية لأهل البيت عليهم السلام في سبيل نصرة الإسلام وإخراج الناس من الظلمات الى النور فهم في كل آن يهدون الناس الى الحق بأذن الله تعالى كما الشجرة الطيبة التي تؤتي أكلها كل حين بأذن ربها، ومن هنا اخذ بالتطرق الى واقعة كربلاء وشهادة الإمام الحسين عليه السلام في سبيل دين الله وإنقاذ عباد الله، متطرقاً بعد ذلك الى واقعة شهادة السيدة رقية عليها السلام في خربة الشام، ومؤكداً ان كل من يتصل بسيد الشهداء عليه السلام ويكون له ارتباط به يكون عظيماً وللسيدة صاحبة الذكرى العلاقة الخاصة بأبيها سيد الشهداء عليه السلام لذا فهي عظيمة وما نرى اليوم من مكانة ومنزلة كبيرة لها عليها السلام في نفوس المؤمنين إلا اثر من ذلك.