الأربعين الحسيني: ذوي الاحتياجات الخاصة مشاركة فاعلة وتحدٍ للصعوبات

القضية الحسينية قضية استثنائية، فلا غرو ان يرى المراقب خروجها عن القياسات العادية في تفاصيلها ومتعلقاتها بل ومراسمها كذلك، تلك المراسم التي اصطبغت بالعشق الحسيني الخالد، الذي تخلل قلوب المسلمين وغيرهم، وما من شريحة من شرائح المجتمع الا ولها حضوراً مميزاً في كل ما يرتبط بقضية سيد الشهداء عليه السلام وثورته ومبادئة ونهجه.

العشق الحسيني المحرك الأول لكل الأطياف، بل ان بعضها ممن تشكوا فقدان بعض الحواس او الاعضاء تجد لها حضوراً فاعلاً في احياء مراسم زيارة الإمام الحسين عليه السلام، وكأنه الحياة التي تنبض في عروق أولئك المشلولين، او الكلمات التي اخترقت أذان الصم ونطقت به ألسنة الخرّس.

وفي الميدان وخلال زيارة الأربعين لهذا العام 1434 للهجرة شهدت مدينة كربلاء المقدسة توافد الكثير من ذوي الاحتياجات الخاصة اليها بغية المشاركة في احياء مراسم زيارة سيد الشهداء عليه السلام وشعائره بل ان البعض جاء مشياً وآخر معتمداً كرسياً للتنقل وثالث اعتمد رجل واحدة وآخرى كانت همته المنبعثة من عشقه لسيد الشهداء فقطع بهما المئآت من الكيلو مترات وهو امر يصعب على السوي من الناس ان ابعدنا حب الإمام عن قلبه، بل وشهدت المدينة موكب كبير باسم «موكب نور فاطمة الزهراء عليها السلام ـ مؤسسة الصم والبكم للتنمية والتطوير / كربلاء المقدسة».