مكتب المرجع الشيرازي يحيي ذكرى شهادة خاتم الأنبياء واتخاذ الأسوة محور مجلس عزاءه

 

 بمناسبة ذكرى شهادة رسول الإنسانية الخالد وخاتم الأنبياء والمرسلين رسول رب العالمين الى الناس أجمعين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله أقام مكتب المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله الوارف في كربلاء المقدسة بتاريخ السبت الثامن والعشرين من شهر صفر المظفر 1431هـ مجلس عزاء حضره نخبة من أصحاب السماحة والفضيلة وعدد من المؤمنين.

استهل المجلس بتلاوة آيات من الذكر الحكيم بصوت فضيلة الشيخ حسين الحلي ومن ثم ارتقى المنبر الشريف الخطيب الحسيني الشيخ زهير الأسدي مستمداً حديثه من قوله تعالى: (لَقَدْ كَانَ  لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كَانَ يَرْجُوا اللَّهَ  وَالْيَوْمَ الْآخِرَ) الأحزاب:21.

خلق الله سبحانه الكُملين من البشر وجعلهم بيننا لكي يكونوا لنا قدوة نتأسى بها قاصدين الكمال فهم الطريق اليه والأدلاء عليه، ولطالما تمنى الفلاسفة أيجاد القائد الكامل والدولة الكاملة كما هو حال الفارابي في مدينته الفاضلة.

الغرب اليوم يطمح في الوصول الى ذلك المستوى ولن يستطيع الوصول إلا إذا اتخذ الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله القدوة والأسوة، ونحن أي رجال الدين وأصحاب الفكر والقلم والمنبر تقع مسؤلية على عاتقنا مهمة وهي تقدم النموذج الكامل للناس متمثلاًً بشخصية الرسول الأعظم فلا بد من الحديث عن خصوصياته الذاتية ومميزات شخصيته ليتمكن المسلمون من الإقتداء به والتآسي.

واستطرد قائلاً: الكثير من الناس أما لجهلٍ أو لتعمدٍ يغضوا النظر عن الشخصية المحمدية العظيمة لا سيما العلمانيين منهم ويقوموا بتقديم شخصيات ناقصة الخصال أي غير كاملة كان يكون فنان معين أو شاعر معين أو سياسي أو غيره، مبرِّيين ذلك باخلاص أو تفاني أو تضحية تلك الشخصية دون بيان نواقصها، فيتخذه الناس مثالاً يحتذى فيحاولوا التقولب وفقه وبالتالي انحرافهم والجيل معهم.

أما شخصية الرسول الكاملة فإن اتخذت مثالاً يُقتدى وهدف يتبع لتكامل المجتمع أو تقارب من ذلك ولذا أمرنا الله سبحانه بذلك.

وأضاف كذلك: لا بد من الحديث عن بعض جوانب الشخصية المحمدية المقتدى بها باستقراء سيرته العطرة قبل إعلان النبوة وجعلها وقبل الحكم وبعده فسنخلط واقعاً ثبات شخصيته العظيمة وعدم تغييرها، واليوم نحن في العراق نعيش معترك سياسي خطير وبخاصة وان الأشخاص قبل الحكم كانوا وفق شخصية عرفوا بها وبعد الحكم تغيرت وتبدلت خلاف الرسول القائد صلى الله عليه وآله فإنه قبل النبوة الصادق الأمين والمتواضع ذي الإخلاق العظيمة وبعد النبوة وصفه القرآن بأنه ذو خلق عظيم وبعد الحكم وتأسيس الدولة الإسلامية في المدينة المنورة وفتح مكة دخل مكة واضعاً جبينه الطاهر على عنق الناقة حتى لا يرى الناس منه ما يرون من عيون ووجوه الفاتحين قال تعالى: (قَالَتْ إِنَّ  الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ  أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذلِكَ يَفْعَلُونَ) النمل:34، إلا أن الرسول خلاف ذلك دخل مكة المكرمة ونادى مناديه: من دخل داره فهو آمن ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن.

أبو سفيان كان بمنظار أهل مكة يومها من قادتها والعزيز فيها فلم يذله الرسول وكذلك غيره من كبار قريش وقال لهم ما تظنون أني فاعل بكم؟ قالوا أخ كريم وأبن أخ كريم فقال لهم: أذهبوا فأنتم الطلقاء.

هذا وتحدث كذلك حول تواضع وبساطة معيشة الرسول رغم أنه الحاكم المطلق للمدينة المنورة وغيرها من البلدان، كما وتحدث حول قصة شهادته صلوات الله عليه خاتماً بذلك المجلس.