السيد علاء آل طعمة: اللاعنف السبيل الأوفر حظاً في العراق

* بعض
الأوساط من العرب السنة صرحت مؤخراً بمقاطعتها للدستور ما هو
رأيكم وما مدى تأثيره على الشارع العراقي؟
ـ بسم الله الرحمن الرحيم، طبعاً نحن
نفتخر لأن الدستور كتب بأيد عراقية وبآليات ممتازة ومتطورة
جداً في واقع التطور العالمي، وهذا كان موضع افتخار بالنسبة
إلى كل المقننين العالميين بهذا التوجه الجديد في كتابة
الدساتير ولأن العملية ديمقراطية هناك معترضون وهناك مؤيدون
ولا يمكن أن للمعترضين أن يؤثروا على المؤيدين والمناصرين
لعملية من العمليات وخصوصاً مثل كتابة الدستور الذي حصل على
توجه عام من قبل الجماهير وهذا التوجه السني أنا أعتقد إنه
توجه لا رصيد له في الشارع العراقي وإنما هي جعجعة في فنجان
لا تؤثر على تمرير الدستور بنعم من قبل الجماهير العراقية
وهذا ما سيتبين في الأيام القادمة.
*
أكثر من مرة صرح أعضاء الجمعية
الوطنية بأن الدستور صيغ بطريقة توافقية هل تجدون أن مبدأ
الشورى السياسية التي دعا إليها الإمام الراحل السيد محمد
الحسيني الشيرازي قدس سره هل تجدونه فكرة مناسبة؟
ـ في الواقع الإمام الشيرازي رحمة
الله عليه كان عملاق العصر بحق لكونه كان سابق التطورات
الفكرية
والقانونية والدستورية في العالم سابقها بمراحل كثيرة وهذا
ما يدل على توجهاته العلمية الناضجة والنيرة من خلال
أطروحاته لشورى المراجع وغيرها من الأطروحات العصرية الناضجة
والناهضة والمفيدة للمجتمعات المفيدة.
* على
ذكر سيرة الإمام الراحل هل تحتفظون بذكريات شخصية عن سيرة
الإمام الراحل سواء في المهجر أو داخل كربلاء؟
ـ نحن نعتبر من التلاميذ الصغار
للإمام الراحل ويعتبر الإمام بالنسبة لنا الأب الروحي
الحقيقي الذي غذانا بعلمه وفكره وفي توجهاته وصبره وإيمانه
وفي تقواه وفي دفعة للعمل ونحن نفتخر بأنه أول لبنة كوناها
من الإمام الراحل لتكوين حركة المراجع المجتهدين في داخل
كربلاء وبعدها تحولت هذه الحركة إلى حركة الطلائع الرساليين
والإمام الراحل هو الذي احتضننا وكأن احتضان الأب لأبنائه في
المهد، وتمكنا من خلال هذا النمو المتصاعد والمستمر أن نصل
إلى هذه الحركة في المهجر إلى أعداد هائلة جداً وتكونت من
هذه الحركة المباركة حركات كثيرة ومنها كانت منظمة العمل
الإسلامي ومنظمة العمل الإسلامي (للقيادة المركزية) الذي نحن
الآن لنا الشرف للتصدي لها وحمل راية الأمانة العامة التي
تعتبر من أحد الصفوف البسيطة في مدرسة هذا العملاق الذي
أفتخر أن أكون من السائرين على نهجه والسائرين على منهجه.
*
أكد الإمام الراحل في أكثر من
مقالة على نبذ العنف ودعا إلى ثقافة التعايش بين أفراد
المجتمع أو بين فئات المجتمع هل تجدونها السبيل الأوحد في
الوقت الحاضر سيما أن العراق يمر بمنعطف خطير جداً؟
ـ الواقع إنه إذا لم يكن هذا السبيل الأوحد السبيل فهو
الأوفر حظاً في الثبوت والتفاعل والعمل به وإلا فمعناه
الطوفان وسط المذابح اليومية وإزهاق الأرواح البريئة والعراق
لا يمكن له النهوض إلا على أرض يسود فيها السلام والمحبة
والتعاطف والتآلف ما بين شرائح المجتمع العراقي بشكل منسجم
ومتفائل ومتحاب حتى نتمكن أن نبني العراق بناءاً عصرياً
حديثاً وفق نظرية الإمام الراحل رحمة الله عليه وقدس الله
سره.
|