مكتب سماحة المرجع الشيرازي دام ظله يحيي الذكرى الرابعة عشر لرحيل الإمام الشيرازي قدس سره

أحيا مكتب المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله الذكرى السنوية الرابعة عشر لرحيل المجدد الثاني سلطان المؤلفين الإمام السيد محمد الحسيني الشيرازي أعلى الله درجاته ليلة الجمعة التاسع والعشرين من شهر رمضان العظيم 1436 هجرية وبحضور العديد من العلماء والفضلاء وطلبة العلوم الدينية والمؤمنين.

مجلس الإحياء شهد مشاركة عدد من العلماء والفضلاء بكلمات تمحورت حول السيرة الوضاءة للفقيد وعطاءه الغر في الميادين المختلفة الفقهية والعقائدية والاجتماعية والاقتصادية وبنظرة تجديدية، فمن الكلمات:

كلمة سماحة آية الله الشيخ عبد الكريم الحائري والتي استمدها من قوله تبارك وتعالى: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ) سورة فصلت: الآية 26.

فعقّب: أن الآية الكريمة بيّنت مبدأ مهماً في مسألة المعارضة والنزاع والخصومة حيث أوضحت عبر المثال الجانب السلبي فيها منتقدةً إياه فقوله تعالى (لَا تَسْمَعُوا لِهذَا الْقُرْآنِ ) مخالف للجانب الايجابي المبين في قوله تعالى (الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولئِكَ هُمْ أُولُوا  الْأَلْبَابِ) سورة الزمر:18 ، فأكّد أن القرآن العظيم بيَّن لنا الصفات الواجب اتصاف المؤمنين بها أثناء المعارضة مع الآخرين وهي أهمية الاستماع وأتباع الحق لا عدم الاستماع مطلقاً كما يتصف به البعض.

ومن هنا اخذ سماحته بانتقاد الجانب السلبي الذي أتصف به البعض في الميدان الاجتماعي، مؤكداً أهمية امتثال المؤمنين لقرآن العظيم والتحلي بنظرته اثناء المعارضة والمخاصمة.

بعد ذلك استعرض جوانب من حياة الإمام الشيرازي الراحل أعلى الله درجاته في الجوانب المختلفة لاسيما العلمية وما واجهه قدس سره من تحديات كبيرة عبر مسيرته المباركة كان من أبرزها كثرة اتصاف البعض من المعارضين له بالجانب السلبي المتقدم بل ان البعض الآخر منهم كان يرفض رفضاً قاطعاً الإطلاع على نتاجات الإمام العلمية او الاستماع الى دروسه، إلا انه ما كان لله ينمو فبإصرار الإمام الراحل وجهاده المتواصل حقق الكثير من الانجازات وعلى الصعد كافة.

كما وبيَّن اثر الجانب السلبي الذي سلكه البعض في معارضته على الانجازات وبالتالي على سعة انتشار مذهب أهل البيت عليهم السلام في العالم.

بعد ذلك كانت كلمة العلامة الحجة الشيخ ناصر الأسدي تحدَّث ابتداءً حول الجوانب العلمية للإمام الراحل أعلى الله درجاته مبيناً دقته وشموليته في المناقشة العلمية وكثرة التفرعات التي يتطرق إليها وموسوعته الفقهية خير شاهد على ذلك، وقد ذكر أن المرجع الديني آية الله العظمى السيد المرعشي النجفي قد اعتمدها في بحثه الخارج ولديه تعليقة على كتاب الحج منها.

وكما كان السيد الراحل قدس سره متميز في بحثه الفقهي كذا كان متميزاً في جانبه الفكري حيث الاطروحات الجديدة المنبثقة من المصادر الشرعية، وكثرة مؤلفاته شاهدة على ذلك وقد دخل في موسوعة غينس للأرقام القياسية بكثرة التأليفات لذا لا يوجد اليوم على وجه البسيطة نظير له.

وفي الجانب الإصلاحي تحدث ان سماحته قدس سره كان يرى أهمية عقد مؤتمرات الإنقاذ وله مؤلف في هذا الصدد، وقد بيّن خلاله أهمية الانعقاد وكيفياته وناقش نفقاته والصعوبات المتوقعة وكيفية التخلص منها، ومن هنا دعا سماحة الشيخ الى ضرورة اعتماد اطروحات الإمام الراحل في التخلص من المشاكل الآنية عبر تفعيلها وعقد مؤتمرات الإنقاذ للواقع الشيعي العام والخاص في العراق، واستذكر ما مضى حيث وجه الإمام الراحل الى عقدها وعقدت سلسلة من المؤتمرات في سوريا كان أثرها وحاصلها كبيرا في مسألة الإصلاح وعلى المستويات كافة.

كلمة الأستاذ هاشم المطيري ـ الناطق الرسمي باسم منظمة العمل الإسلامي ـ بحث من خلالها البعد التجديدي في أطروحات الإمام الراحل قدس سره مبيّنا أن واقع الحوزات العلمية في ستينات القرن الماضي مختلف عن واقعها اليوم ورغم ذلك كان للإمام الراحل نظرة تجديدة رحبة الأفق ذات بُعد مستقبلي سابقة على الجيل المعاصر لذا نراها متلائمة والوقت الراهن بعد مرور أكثر من نصف قرن، ومن هنا تتجلى عبقريته قدس سره.

وأضاف: ان الإمام الراحل أعلى الله درجاته كان يؤمن ان الإسلام دين حياة وانه فقه مناسب لروح العصر وفيه قابلية التجدد دائماً، وحينما نطالع مؤلفاته نجده يغوص في بحر الفكر مستخرج درر الرأي الإسلامي الخلاق، وعليه ينبغي على المتخصصين العمل على تحقيق مؤلفاته وإظهار ما لم يظهر منها بعد فإن له قدس سره اطروحات كثيرة حيث كتب في ميادين علمية وحياتية كثيرة.