|
||||
مكتب سماحة المرجع الشيرازي دام ظله يختتم مجالس عزاء الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ويحيي ليلة القدر الثالثة
اختتم مكتب سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله في كربلاء المقدسة مجالس عزاء الإمام أمير المؤمنين عليه السلام والتي أقامها لمدة خمسة أيام بمناسبة شهادة الإمام المفجعة لهذا العام 1436 هجرية. مجلس الختام استهل بتلاوة قرآنية مباركة ومن ثم ارتقى المنبر الخطيب الحسيني فضيلة السيد عدنان جلوخان حيث استمد بحثه من الحديث الشريف: «من عرف فاطمة حق معرفتها فقد أدرك ليلة القدر، وإنما سُميت فاطمة لأن الخلق فطموا عن معرفتها». فعّقب مبيناً أن الليلة فاطمة والقدر هو الله تعالى، كما ورد في الحديث عن الإمام الصادق عليه السلام، ومنه نفهم الحديث صدر البحث المؤكد ان معرفتها سلام الله عليها أدراك لليلة القدر، ومن هنا أخذ ببيان منزلة السيدة الزهراء سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين عليها السلام مؤكداً أنها عدل القرآن العظيم، بل هي القرآن الناطق كما علي أمير المؤمنين عليه السلام، وكذا هي مشمولة بحديث الثقلين المتواتر عن رسول الله صلى الله عليه واله حيث قال: «إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي..» فأمر رسول الله صلى الله عليه واله التمسك بهما فهو الضمان الواقعي لعدم الضلال، والزهراء عليها السلام حجة الله تبارك وتعالى على الأئمة وفق لنص الحديث الشريف. كذلك فقد أكد ان رسول الله صلى الله عليه واله بيّن منزلة السيدة فاطمة عليها السلام منه حيث قال: «فاطمة روحي التي بين جنبي»، وكذا فإن بيتها المطّهر من أفضل بيوت الأنبياء عليهم السلام كما عن رسول الله صلوات الله عليه واله، هذا البيت الي سد رسول الله صلى الله عليه واله جميع الأبواب الشارعة إلى المسجد إلا بابه، فهو البيت الذي أنجب قادة الأمم وأئمة الهدى عليهم السلام، وان أمير البيت وسيده هو الإمام بالحق أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام عليه السلام ومن هنا أخذ بذكر ما جرى على هذا البيت من معاناة كبيرة اثر هجوم المنافقين عليه فكان ذلك من أقسى الظروف التي مرّ بها الإمام علي عليه السلام وتحمل كل ذلك في سبيل الله تعالى وحفاظا على الإسلام المحمدي الأصيل، وواصل جهاده بعد ذلك فقاتل الماكثين والمارقين والقاسطين حتى اغتيل وهو ساجد في مسجد الكوفة المعظم. كما وواصل سماحة آية الله الشيخ عبد الكريم الحائري إلقاء محاضراته في تفسير سورة الكهف المباركة والتي خصص أحداها لبيان الدروس والعبر من قصة كليم الله موى عليه السلام ومع العبد الصالح «الخضر» عليه السلام حين تفسيره لقوله تبارك وتعالى: (فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً*قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً*قَالَ لاَ تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلاَ تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْراً*فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلاَماً فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُّكْراً*قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً*قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلاَ تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِن لَدُنِّي عُذْراً*فَانطَلَقَا حتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَاراً يُرِيدُ أَن يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً*قَالَ هذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْراً*أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً*وَأَمَّا الْغُلاَمُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً*فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْراً مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً) الآيات 71ـ 81. فبين من أهم الدروس: ما من سر إلا وسينكشف يوماً فعلى المرء إصلاح نفسه. حفظ أموال المؤمنين قدر المستطاع ولو بإتلاف بعضها وقد بحث فقهاؤنا ذلك في كتاب اللقطة. إنقاذ أموال المؤمنين من الغاصبين حتى لو كان الغاصب ملك متجبر. إن الإنسان مهما امتلك من أموال وسلطة مالم يهذب نفسه فسيتصف برذائل أخلاقية كما هو حال الملك الطامع في كل سفينة يغصبها من ملاكها. إن المرء الصالح يحفظ في ذريته كما حفظ الله تعالى كنز اليتيمين بسبب صلاح أبيهما، ربما في بعض الأمور ظاهرها الضرر هي في صالح الإنسان كما في قتل الولد حيث انه في علم الله تبارك وتعالى لو بقي سيؤثر على دين أبويه ويجعلها كافرين. وكذا بين ان عالم الباطن وقوانينه مختلف عن عالم الظاهر والشريعة الظاهرية. كذلك وبمناسبة ليلة القدر الثالثة أجريت المراسم العبادية الخاصة من قراءة الأدعية ونشر المصاحف المباركة على الرؤوس، والدعاء بتعجيل فرج آل محمد صلوات الله عليهم.
|
||||
|