مكتب سماحة المرجع الشيرازي دام ظله يقيم ولليوم الرابع مجالس عزاء أمير المؤمنين عليه السلام

واصل مكتب سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله في كربلاء المقدسة عقد مجالس عزاء الإمام أمير المؤمنين عليه السلام بمناسبة ذكرى شهادته المفجعة لهذا العام 1436 هجرية، ولليوم الرابع على التوالي.

المجلس استهل بتلاوة قرآنية مباركة ومن ثم ارتقى المنبر الخطيب الحسيني الشيخ أحسان الحكيمي متحدِّثاً حول التنمية الذاتية وبناء الشخصية المؤمنة الموالية لأهل البيت عليهم السلام وفق الروايات الشريفة، مبيناً بحثه في مطالب أربع:

الأول: وتمحور حول الاستعدادات الكاملة التي خلقها الله عزّ وجلّ في الإنسان هذا الكمال الذي أشار إليه سبحانه بقوله: (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) سورة التين: الآية 4، فضلاً عن منّه على الخلق بإرسال الني الأعظم صلى الله عليه واله وأهل البيت المعصومين عليهم السلام قال تعالى: (لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ  إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمَهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن  قَبْلُ لَفِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ) سورة آل عمران: الآية 164.

الثاني: الجانب النفسي، حيث أن النفس ـ كسائر المخلوقات الأخرى ـ تطمح نحو الكلام، والأديان بذاتها تؤيد هذه الفطرة وتدفع بالإنسان نحو الكمال قال أمير المؤمنين علي عليه السلام: «والشريعة ترويض النفس».

الثالث: البعد الاجتماعي والبيئي حيث ان لهذا العامل التأثير الكبير في بناء الشخصية المؤمنة ومن هنا حثّت التعاليم الشرعية المؤمنين ان يضعوا أنفسهم في مجتمعات صالحة وان يختاروا البطانة الصالحة والأحاديث في المقام كثيرة جداً.

الرابع: الجانب العملي والتطبيقي فالبعد النظري بذاته لا يكفي في تهذيب النفس وبنائها بل لابد من امتثال التعاليم الشرعية والعوامل الأخرى التي أوردناها آنفاً، فبذلك يمكن بناء شخصية مؤمنة.

ومن ثم تحدّث حول الإقتداء بالمعصومين عليهم السلام متخذا كنموذج مولانا أمير المؤمنين عليه السلام، ومن هنا تطرق إلى بيان بعض صفاته وخصوصياته، مستطرداً بالحديث الى بعض العوامل التي أدّت الى شهادته عبر الغدر به من قبل أعداءه الخوارج وتنفيذ ذلك بسيف ابن ملجم المرادي لعنه الله.