مكتب سماحة المرجع الشيرازي دام ظله يواصل عقد محاضراته في تفسير سورة الكهف المباركة

واصل مكتب سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله في كربلاء المقدسة عقد محاضراته في تفسير سورة الكهف المباركة لسماحة آية الله الشيخ عبد الكريم الحائري والذي ابتدأها منذ الليلة الأولى من شهر رمضان العظيم 1436 هجرية.

المحاضرة العاشرة ابتدأت بتفسير قوله تعالى: (وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن  يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُرْشِداً) سورة الكهف: الآية 17.

فقد بيّن سماحته ان القرآن العظيم من هنا يبدأ ببيان المقطع الثالث من قصة أصحاب الكهف، بعد ان آووا الى الكهف، والآية المتقدمة في صدد بيان الموقع الجغرافي والظرف المكاني للكهف، حيث أخذ بتوضيح ذلك من قوله تعالى: (وترى) فالخطاب ـ كما هو ظاهر موجهة إلى الرسول الأعظم صلى الله عليه واله الا انه شامل لكل من يذهب الى الكهف ويراه، وفي الآية بيان لمقام الرسول صلى الله عليه واله الشهودي حيث انه شاهد على الجميع وبوسع من أرسل إليهم وهم العالمين قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً*وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ  وَسِرَاجاً مُّنِيراً) سورة السجدة الآيتين 45 ـ 46.

وقال كذلك: قوله تعالى (تَزَاوَرُ) أي تميل، فالشمس حينما تشرق فشيئ من شعائها موجه الى الكهف ثم تميل ولا تصل إليه إلا حينما تغرب حيث (وَإِذَا غَرَبَت تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمالِ)، وذلك بعد ان استعرض اختلاف المفسرين في معنى الآية.

ومن ثم تعرض الى معنى الهداية الإلهية مؤكداً انها هي الهداية الحق وغيرها ليس بهداية، منطلقاً من قوله تعالى: (مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ).

كما وتناول بالبحث التفسيري بعد ذلك بيان أصحاب الكهف وهم في داخله قال تعالى: (وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظاً وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَاراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً)، فمن ينظر إليهم يتصور أنهم إيقاضاً حيث قال بعض المفسرين ان عيونهم مفتَّحة وكأنهم ينظرون لكن القرآن يخبر أنهم نيام.