مكتب سماحة المرجع الشيرازي دام ظله يختتم مجالس عزاء أمير المؤمنين عليه السلام وإحياء ليلة القدر الثالثة

اختتم مكتب سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله في كربلاء المقدسة مجالس العزاء التي أقامها بمناسبة ذكرى شهادة سيد الوصيين وأمير المؤمنين عليه السلام والتي استمرت لخمسة أيام متوالية وكذا ليلة القدر المباركة لهذا العام 1435 هجرية.

مجلس الختام استهل بتلاوة قرآنية مباركة ومن ثم اعتلى المنبر المبارك الخطيب السيد محمد صالح القزويني مستمداً بحثه من قوله تعالى: (إِنَّا انزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ*وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ*لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ*تَنَزَّلُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِن كُلِّ أَمْرٍ*سَلاَمٌ هِيَ حَتَّى‏ مَطْلَعِ الْفَجْرِ) سورة القدر 1 ـ 5.

فعقب مؤكداً ان في السورة المباركة عدة أمور ينبغي الألتفات إليها منها:

أولاً/ إن في ليلة القدر انزل الله سبحانه القرآن العظيم دفعة واحدة.

ثانياً/ ان ليلة القدر من الأسرار لذا لا يُعرف قدرها، قال تعالى: (وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ).

ثالثاً/ لعظمة هذه الليلة فان الملائكة ومعها الروح تنزل على حجة الله في الأرض، وهذا دليل قاطع على وجوب وجود الإمام المفترض الطاعة.

رابعاً/ ان هذه الليلة هي أمان ويستفاد ذلك من قوله تعالى: (سَلاَمٌ هِيَ حَتَّى‏ مَطْلَعِ الْفَجْرِ).

ومن ثم نقل بعض الروايات الشريفة المبيّنة لعظمة هذه الليلة من أنها سيدة الليالي ومن أدركها وأحياها غفر الله تعالى له وكذا رواية الإمام الصادق عليه السلام: «إن جدتي فاطمة صدّيقة كبرى وعلى معرفتها دارت القرون الأولى فمن عرف فاطمة حق معرفتها فقد أدرك ليلة القدر».

ومن هنا اخذ ببحث مقارن مبيناً أوجه الشبه بين الصدّيقة فاطمة عليها السلام وليلة القدر، ومن الأوجه التي ذكرها:

أولاً/ إن ليلة القدر ظرف زماني للقرآن و السيدة فاطمة عليها السلام وعاء مكاني فالقرآن نزل في بيتها وبيت أبيها وبعلها صلوات الله عليهم.

ثانياً/ إن هذه الليلة سر من الأسرار وكذا الصدّيقة فاطمة عليها السلام وقد ورد في الأثر: «والسر المستودع فيها».

ثالثاً/ إن هذه الليلة فرصة للخلاص من النار وكذا فاطمة عليها السلام بل إنما سميت كذلك لان الله فطمها وشيعتها من النار.

رابعاً/ من أسماء هذه الليلة المباركة وكذا الزهراء عليها السلام.

خامساً/ ان الله شرف هذه الليلة والليالي التي بعدها وكذا الزهراء عليها السلام شرفها الله وما بعدها من أئمة هدى وعصمة سلام الله عليهم.

سادساً/ ليلة القدر سيدة الليالي وكذا فاطمة عليها السلام سيدة نساء العالمين.

سابعاً/ ليلة القدر مجهول وقتها وكذا الزهراء عليها السلام مجهول قبرها.

بعد ذلك اخذ بذكر واقعة شهادة الزهراء عليها السلام وعظمة المصاب على قلب أمير المؤمنين عليها السلام الذي بقي حزيناً الى يوم شهادته عليه السلام.

وفي ختام المجلس أدى الفضلاء والخطباء وطلبة العلم والمؤمنون المراسم العبادية الخاصة بليلة القدر المباركة الثالثة من رفع المصاحف والابتهال بخشوع وتوسل بأهل بيت العصمة والرسالة الى الله تعالى بتعجيل فرج مولانا صاحب العصر والزمان المهدي المنظر عجل الله تعالى فرجه الشريف وان يمن على المؤمنين كافة في أقطار الأرض لاسيما في العراق الجريح بالأمان والسلام وتقبل الأعمال.