مكتب سماحة المرجع الشيرازي دام ظله يواصل عقد مجالس عزاء أمير المؤمنين عليه السلام

ولليومين الثالث والرابع على التوالي

واصل مكتب سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله في كربلاء المقدسة عقد مجالس عزاء سيد الوصيين وقائد الغر المحجَّلين المولى أمير المؤمنين عليه السلام إحياءً لذكرى شهادته المفجعة ولليوم الثالث والرابع على التوالي وكذا بمناسبة ليالي القدر المباركة.

مجلس عزاء اليوم الثالث استهل بتلاوة قرآنية مباركة ومن ثم قراءة زيارة أمير المؤمنين عليه السلام المعروفة بـ«زيارة أمين الله» بعد ذلك اعتلى المنبر المبارك الخطيب الحسيني السيد محمد صالح القزويني مستمداً بحثه بالمناسبة من حديث ضرار ابن ضمرة حينما سأله معاوية ان يصف الإمام علي عليه السلام فقال: «كان والله بعيد المدى شديد القوى، يقول فصلا، ويحكم عدلا، يتفجر العلم من جوانبه، وتنفلق الحكمة من لسانه، يستوحش من الدنيا وزهرتها ويأنس بالليل ووحشته.

وكان غزير الدمعة طويل الفكرة، يعجبه من اللباس ما خشن ومن الطعام ماجشب، كان فينا كأحدنا يجيبنا إذا سألناه ويأتينا إذا دعوناه ونحنُ والله مع تقريبه لنا وقربه منا وقربنا منه لا نكاد نكلمه هيبة له.

يعظم أهل الدين ويقرب المساكين، لا يطمع القوي في باطله ولا ييأس الضعيف من عدله.

وأشهد لقد رأيته في بعض مواقفه، وقد أرخى الليل سدوله، وغارت نجومه قابضاً على لحيته يتململ تململ السليم، ويبكي بكاء الحزين يقول: يا دنيا غري غيري أبي تعرضت أم إلي تشوقت؟ هيهات هيهات قد طلقتكِ ثلاثاً لا رجعة لي فيكِ فعمركِ قصير، وخطركِ كبير، وعيشكِ حقير، آهٍ من قلة الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق».

أما مجلس اليوم الرابع فبعد الافتتاح بآيات الذكر الحكيم اعتلى المنبر المبارك فضيلة الخطيب الشيخ جعفر الحائري متحدثاً حول سبل التكامل عبر الأيمان الحقيقي وان المؤمن يستطيع بلوغ أعلى المراتب عبر التمسك الحق بتعاليم الشريعة الغراء والتأسي بأهل بيت العصمة والرسالة صلوات الله عليهم، وعلى المؤمنين معرفة منزلتهم وقد ورد في الأثر: «أتحسب نفسك جرم صغير وقد انطوى فيك العالم الأكبر»، فالمؤمن يستطيع عبر إيمانه بلوغ مرتبة كن فيكون ففي الحديث القدسي الشريف: «عبدي اطعني تكن مثلي تقول للشيء كن فيكون».

كذلك تحدث حول المعوقات في سبيل الاستقامة الحقيقية وبلوغ المراتب العالية وكذا سبل معالجتها لاسيما العقبة الشيطانية وطرق إبليس وجنوده في اصطياد الناس بشباكه وحيله أعاذنا الله منها.

وأكد على مسألة مهمة مفادها ان المؤمن يستطيع اذا ما ابتعد وتخلص من الشياطين ومآربهم وكذا الأعمال الخبيثة وصفا قلبه ان ينظر الى حقائق الموجودات وقد ورد في الأثر الشريف: «لولا أن الشياطين يحومون على قلوب ابني آدم لنظروا إلى ملكوت السماوات والأرض».