تواصل مجالس العزاء في مكتب سماحة المرجع الشيرازي دام ظله لليوم الثاني على التوالي

واصل مكتب سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله في كربلاء المقدسة عقد مجالسه إحياءً لذكرى شهادة أمير المؤمنين عليه السلام ولليوم الثاني على التوالي.

استهل المجلس بتلاوة  قرآنية عطرة وقراءة الكلمات الشريفة لزيارة عاشوراء المباركة بصوت الشيخ حيدر العبادي، ومن ثم ارتقى المنبر المبارك الخطيب الحسيني فضيلة السيد مضر القزويني الذي استمد بحثه من قوله تعالى: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) سورة المائدة: 55.

وعقّب متحدثاً حول العمل وشروط قبوله عند الله سبحانه مبيناً ان الله سبحانه لا يقبل من الأعمال إلا ما كان خالصاً له تعالى دون المشوب بنية أخرى كالرياء أو غيره من الأغراض الدنيوية الزائلة، ولذا فالمعيار ليس الكم هنا إنما العمل الخالص لوجه الله تعالى.

وأضاف: إن أمير المؤمنين عليه السلام قام بعمل هو التصدق المستحب بخاتمه حين ركوعه لله تعالى أثناء صلاته، وكان عمله هذا خالصاً لله تعالى، فقبل الله سبحانه منه ذلك، وجعل منه مناسبة لإعلان أمير المؤمنين عليه السلام خليفة وإماماً للناس بعد رسول الله صلى الله عليه واله، وانزل في ذلك آية قرآنية تتلى آناء الليل والنهار إلى يوم القيامة، وهي الآية صدر البحث.

وقال كذلك: البعض ـ كعمر بن الخطاب ـ تصوروا ان سبب النزول للآية وتنصيب الإمام عليه السلام هو تصدقه حال الركوع ولذا ورد عن ابن الخطاب انه تصدق حال ركوعه أربعين مرة ولم ينزل بحقه شيء والسبب في ذلك هو النية كما قلنا حيث كانت نيتهم دنيوية وليس خالصة لوجه الله تعالى.

كما وبحث حول معاني «الولي» مبيناً انه الأولى في التصرف بشؤون الناس بما له من اللياقة والكفاءة. وبين كذلك ان الزكاة هنا هي المستحبة لا الواجبة وان كان المتبادر من كلمة الزكاة الواجبة لا الصدقة المستحبة، ومن هنا اخذ ببحث آثار الصدقة الاجتماعية وان الامام علي عليه السلام وسع الناس عطفاً ورحمة حتى لقب بـ «أبي الأرامل واليتامى».

بعد ذلك تحدث حول شجاعة الإمام عليه السلام مستشهداً لذلك بمواقفه في معاركه كافة، ليختم بذكر واقعة شهادته المفجعة.