«مفهوم التعايش في القران الكريم وأثره على المجتمع»

ندوة فكرية في مؤسسة الفقيه الشيرازي بكربلاء المقدسة

أقيم في مدينة كربلاء المقدسة ندوة فكرية تحت عنوان: «مفهوم التعايش في القران الكريم وأثره على المجتمع» بحضور عدد من رجال الدين والأساتذة وعدد من ممثلي منظمات المجتمع المدني والإعلاميين وأبناء العشائر وجمع من الشباب.

وقال مدير البرنامج الصحفي علي الطالقاني: في وقت نحن احوج فيه للتعايش الذي يعتبر المفهوم الأوسع والأهم لبناء مجتمع سليم تأتي هذه الندوة الفكرية.

وأضاف: ان مفهوم التعايش ربما لا ينطبق عملياً بصورة حقيقة لكن ترسيخه أمر مهم من أجل نبذ الفرقة والتعصب، وان مفهوم التعايش ينبغي ترسيخه وإدراكه ولو تحدثنا بطريقة نظرية نجد ان هذا المفهوم من السهل توضيحه ولكن تطبيقه بصورة حقيقة غير موجود وخصوصاً في مجتمعاتنا الإسلامية والعربية.

وأوضح طبيعة ما يجري من أحداث ضمن نطاق ما يسمى بالربيع العربي قائلاً: إننا نجد اليوم التعايش بين المسلمين أصبح أمر غير مطبق فهناك صراعات طائفية وقبلية ومجتمعية.

وقال كذلك: ان هذه الندوة جاءت برعاية مؤسسة النبأ للثقافة والإعلام الراعية لمجموعة مؤسسات، من ضمنها مؤسسة الفقيه الشيرازي التي تبنت البرنامج إدارياً.

وقد اتسعت افاق الحوار مجموعة نقاط مهمة اشار اليها الدكتور المحاضر محي مكي ـ عميد كلية العلوم الاسلامية في جامعة كربلاء ـ حيث تعرض في بداية حديثه الى ان التعايش الانساني واجب شرعي وعقلي، وان في خلاف تلك العقيدة تتبلور فكرة التضاد والتقاطع وعدم التعايش وعند ذاك لابد ان تتولد مضامين اخرى غير اعتيادية واستثنائية تدعو الى الاجهاز على الوجود الانساني وخلق امزجه وقنوات تنمي الحقد والبغضاء والقطيعة والتناحر على عكس ما أكد عليه القرآن الكريم من حالة التآزر واللحمة واستيعاب الاخر.

وأضاف: من خلال ذلك الايقاع المشبع بالروحانية قطعاً كان الخطاب القراني طالماً يؤكد على مفصل مهم وخطير حيث يرمز للعدل والمساواة وعدم الجور والظلم بل اكثر من ذلك نمى عند الثقافية البدوية والعربية عنوان عدم التمييز ما بين الرجل والمرأة إلا في بعض الجزئيات الشكلية البسيطة ولأسباب فنية وإدارية وجسدية.

 

تطبيقات التعايش:

كما ألقى المحاضر الاستاذ حيدر مرتضى علي ـ مدرب تنمية بشرية كربلاء ـ محاضرة تناول فيها مضامين دراسة الواقع وكيفية تصيير حالة التعايش السلمي من حالة الفكرة والطرح والنظرية الى ان تلامس مكونات وحيثيات التطبيق الفعلي والعملي وهذا بطبيعة الحال لا يستند على العشوائية والفوضى بل هناك ثمة آليات وتطبيقات يمكن الركون اليها من اجل خلق مستلزمات للتعايش السلمي ومن اهم تلك العناصر هي الحوار وتقبل الاخر ورفض الاصطفاف والاعتقاد بحتمية التعايش السلمي.

وداخل سماحة الشيخ عبد الحسن الفراتي ـ مدير حوزة الإمام القائم عجل الله تعالى فرجه ـ قائلاً: حيث يصف التعايش بأنه مطلب وحاجة فطرية وإنسانية لابد ان نستفيد منها لأنها تمثل مضامين حية للتكامل وان اختلاف الالسن والألوان ما من شك بأنها دلالات وآيات قرآنية وان انبثاق تلك الندوات وتشكيلها ترمز الى عنوان غاية في الاهمية خاصة انها تدعم فكرة القضاء على الافكار المنحرفة التي تسللت الى واقعنا الاسلامي من قبيل القتل على الهوية والإقصاء والتهميش والثأر العشائري وقضايا اخرى ما انزل الله بها من سلطان وهي تدعو لرفض الاخر لذى انا مع الفكرة القائلة بوجوب ان تكون هناك لقاءات دورية ما بين الحرم الجامعي والأكاديمي وما بين الحرم الحوزوي، وربما تنضج من تلك القاءات افكار مهمة تجمع ما بين ما مشروعية التراث الاسلامي وما ينتج عن العقل الاجتماعي والأكاديمي وعند ذلك لابد ان تستجد قناعات مشتركة تجميع ما بين الطرفين وفي كافة مكونات الحياة.

الأستاذ عدنان الصالحي ـ الباحث في مركز الإمام الشيرازي للدراسات والبحوث ـ تطرق في مداخلته إلى جزئية مهمة طالما شهدها الواقع الاسلامي وهي تمثل انحراف شديد عن الخط الرسالي خاصة وان العالم الاسلامي اليوم يعاني وبشكل واضح من وجود بؤر صغيرة متناثرة هنا وهناك وتعتمد اسلوب الاحاطة بالواقع الاسلامي من جهات مختلفة غير ان ذلك لا يمنع تلك الجهات ان تكون ابواق للتطرف وبدعم مباشر وملموس من قبل منظمات اقليمية ودولية من اجل خلق منظومة الخلاقة ومحاولة الاساءة الى جوهر العقيدة الاسلامية وضرب السلم الاهلي بدوافع عقائدية او مذهبية.