مكتب سماحة المرجع الشيرازي دام ظله يحيي ذكرى شهادة أمير المؤمنين عليه السلام وليلة القدر الأولى

أحيا مكتب سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله في كربلاء المقدسة ذكرى شهادة يعسوب الدين وأمير المؤمنين أسد الله الغالب الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام وفق برنامج أعد لذلك ليلة التاسع عشر من شهر رمضان المبارك 1434 للهجرة.

استهل برنامج الإحياء بتلاوة قرآنية معطرة وقراءة الكلمات الشريفة لزيارة عاشوراء المباركة بصوت فضيلة الشيخ حيدر العبادي، ومن ثم اعتلى المنبر المبارك فضيلة الخطيب السيد مضر القزويني مستمداً بحثه بالمناسبة من حديث رسول الله صلى الله عليه واله في حق أمير المؤمنين عليه السلام: «لو كان الحلم رجلا لكان علياً».

فعقب قائلاً: كثيرة هي الصفات الأخلاقية التي ينبغي على المؤمنين التحلي بها والابتعاد عن أضدادها حتى يمكن الارتقاء إلى المستوى اللائق، بل إن هذه الأخلاق أصبحت المائز بين شيعة أهل البيت عليهم السلام وأعدائهم.

وأضاف: ومن الصفات الأخلاقية التي جسّدها أولياء الله تعالى صفة «الحلم» وهو تطامن النفس عن حدوث الغضب، والغضب صفة أودعت عند كل نفس بشرية، ينبغي تهذيبها وتقويمها ولذا يختلف كل إنسان عن الآخر في السيطرة على هذه القوة فهناك من يترك العنان لغضبه فيخسر الدنيا والآخرة ومنهم عكس ذلك.

وقال كذلك: نلاحظ الأحاديث الشريفة تؤكد على التحلي بصفة الحلم والعفو والتسامح معتبرةً إياها من مكملات العبادة وشرائط قبولها. ومن ثم اخذ في ذكر بعض الأحاديث في هذا الصدد، مبيناً ان أهل البيت عليهم كانوا مصداقاً مجسداً لهذه الصفات وفي مقدمتهم أمير المؤمنين عليه السلام ـ التلميذ الأول للمربي العظيم رسول الله صلى الله عليه واله ـ ومن هنا اخذ بذكر بعض القصص الواردة في سيرته عليه السلام الدالة على كمال هذه الصفات ومنها ما ورد في معركة صفين حين منع معاوية جيش أمير المؤمنين عليه السلام من الماء حين سيطرته على شريعة الفرات وبعد ان أزاح جيش الأمير جيش الشام منها وسيطرتهم عليها لم يمنع أمير المؤمنين الشاميين من الماء. ومن الوقائع كذلك التي استشهد بها عفوه سلام الله عليه عن مروان بن الحكم واضرابه بعد أن اسروا في معركة الجمل رغم علمه بأنهم أعداء الله ورسوله صلى الله عليه واله.

وقال أيضاً: أصبحت الصفات الأخلاقية النبيلة لأمير المؤمنين عليه السلام حديث القاصي والداني حتى استشهد لذلك أعداءه أمثال سعد بن أبي وقاص وغيره، ومن ثم اخذ بذكر واقعة شهادته عليه السلام حينما اغتاله ابن ملجم المرادي الخارجي وهو ساجد في جامع الكوفة المعظم.

وبعد ختام المجلس بالدعاء للمؤمنين كافة وبتعجيل فرج مولانا صاحب العصر والزمان المهدي المنتظر عليه السلام أقيمت أعمال ليلة القدر الأولى بحضور العلماء والفضلاء وطلبة العلم والمؤمنين.