مكتب سماحة المرجع الشيرازي يواصل مجالسه إحياءاً لذكرى شهادة أمير المؤمنين عليه السلام

   

 واصل مكتب المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله في كربلاء المقدسة عقد مجالسه العزائية إحياءاً لذكرى شهادة أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليه السلام ولليوم الثاني على التوالي حيث افتتح المجلس بتلاوة عطرة من آي الذكر المجيد بصوت القارئ الشيخ حسين الحلي، ومن ثم ارتقى المنبر الشريف فضيلة الشيخ ضياء الزبيدي مستمداً بحثه من قوله سبحانه وتعالى: (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لاَ يَقْدِرُ عَلَى‏ شَيْ‏ءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى‏ مَوْلاَهُ أَيْنَما يُوَجِّهْهُ لاَ يَأْتِ بِخَيرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى‏ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) النحل: 76 .

وعقَّب متحدثاً: عن منزلة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام حيث كان  أول المسلمين وخليفة رسول رب العالمين ولا يقارن به احد من هذه الأمة بما اتصف به من فضائل وخصال وفوق كل ذلك النص القرآني على إمامته عليه السلام إلا أن العقول الضعيفة غير المدركة لحقيقة الإسلام وروح التشريع جعلته قرينة أشخاص حتى قيل علي ومعاوية، فأين عقول هؤلاء؟ حيث إن العقل يحكم بوجوب اختيار الأفضل ومن المعيب عند العقلاء تقديم المفضول على الفاضل لذا فعندما اختاروا غيره وساندوه في الوصول إلى الحكم كانوا هم الخاسرين وليس علي عليه السلام.

وأضاف قائلاً: علي هو الصراط المستقيم كما نص على ذلك الكثير من المفسرين قال تعالى: (وَأَنَّ هذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَتَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) الأنعام: 153، فالأمة عندما ضيعت علياً عليه السلام ومالت إلى من لم يختاره الله اتبعت السبل فتفرقت وابتعدت عن الصراط المستقيم وبذلك انحرفت عن جادة الصواب ولم تمتثل إلى الأوامر الإلهية، ومن هنا مصدر جميع الفواجع والآلام التي مرت بها الأمة.

كما وتحدث حول الأمثال القرآنية كأسلوب فعّال في استنهاض العقول ومن الأمثلة القرآنية في هذا الصدد الآية محل البحث حيث استنكر القرآن الكريم المساواة بين الأبكم الأصم الذي لا يقدر على شيء وهو كلٌ على مولاه مع من يأمر بالعدل وهو على الصراط المستقيم فكيف بالأمة التي تترك العادل الذي يأمر بالعدل وتختار غيره من الذين لا يصلحون للحكم ولا يأمرون بالعدل.

ومن الأمثلة الأخرى التي استشهد فيها حول الأسلوب القرآني استنكاره للمساواة بين من آمن بالله وباليوم الآخر وجاهد وبين من سقى الحاج وقام بعمارة المسجد الحرام فنلحظ أسلوب الاستفهام الاستنكاري في قوله تعالى: (أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ  وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَيَسْتَوُونَ عِندَ اللّهِ وَاللّهُ لاَيَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) التوبة: 19.

هذا وقد استطرد في ذكر جوانب من عدالة أمير المؤمنين عليه السلام أبان حكمه خاتماً البحث بذكر واقعة استشهاده سلام الله عليه.