مكتب سماحة المرجع الشيرازي في كربلاء المقدسة يقيم مجلس عزاء إمام المتقين عليه السلام

   

بمناسبة ذكرى شهادة مولى الموحدين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام أقام مكتب سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله الوارف في كربلاء المقدسة مجلس عزاء وبحضور جمع من الفضلاء ورجال الدين وخطباء المنبر الشريف وطلبة علم ومؤمنين، وذلك بتاريخ ليلة السبت التاسع عشر من شهر رمضان المبارك 1432هـ.

المجلس استهل بتلاوة عطرة من آي الذكر الحكيم بصوت القارئ الشيخ حسين الحلي، ليعتلي المنبر بعد ذلك فضيلة الخطيب الشيخ ضياء الزبيدي مستمداً بحثه من قوله سبحانه وتعالى: (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى‏ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً) الأحزاب: 23.

وعقب قائلاً: أمير المؤمنين عليه السلام شرف الكعبة بولادته فيها، وكذا ختم حياته الشريفة في المسجد شهيداً في محراب صلاته، فحياته بين مسجدين وما بينهما قضاه في طاعة الله ومرضاته، لذا ختم حياته مناديا فزت ورب الكعبة.

كما وتحدث حول جوانب من سيرة أمير المتقين عليه السلام منطلقاً من الآية صدر البحث مؤكداً أن الناس في ذلك الحين على أقسام شتى وقد بين ذلك القرآن العظيم، ففي المدينة المنورة وجد المنافقون وفئة أخرى هم الذين في قلوبهم مرض وثالثة الذين زلزلوا زلزالاً عظيماً وغيرهم، في وقت أن بعض المؤمنين عاهدوا الله سبحانه ووفوا لله بذلك، يسأل ابن عباس أمير المؤمنين عليه السلام عن المؤمنين الذين عناهم الله في الآية؟

فقال أمير المؤمنين عليه السلام: غفرانك اللهم ـ استغفر لأنه سيذكر موقف من مواقفه البطولية في نصرة الإسلام ورسول الله القائل فيه: ضربة علي في الخندق تعادل عبادة الثقلين الى يوم القيامة ـ بعد ذلك قال عاهدنا الله على نصرته فقتل عمي عبيدة يوم بدر وعمي حمزة يوم أحد وأنا انتظر أن يأتي أشقاها فيخضب هذا من هذا.

فأمير المؤمنين عليه السلام نصر الإسلام ورسوله العظيم بكل ما أوتي من قوة وهو المتميز بصلابة الإيمان وقوة العقيدة  وفي يوم الأحزاب زاغت الأبصار وبلغت قلوب البعض الحناجر خوفاً من عمر بن عبدود العامري بل ان البعض من المسلمين ظنوا بالله الظنونا أي ظنوا ان الله سبحانه خاذلهم وقد اخبر الله تعالى ذلك في قرآنه العظيم، إلا أن الموقف البطولي الشجاع لأمير المؤمنين عليه السلام وقتله لهذا الكافر أنهى المعركة لصالح المسلمين واندحر أعداء الله بقيادة أبي سفيان بن حرب.

كما وتحدث حول بعض خصال أمير المؤمنين وتضحياته وطلبه للشهادة منذ يوم بدر وكان عليه السلام يحزن لأنه لم يستشهد وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يقول له أنها من وراءك، وفعلاً كان ذلك فجر يوم التاسع عشر من شهر رمضان المبارك وقد ضربه ابن ملجم المرادي الخارجي بسيف على رأسه الشريف كانت السبب في شهادته بعد يومين من ذلك.

هذا ومن المقرر استمرار المجلس إلى يوم الحادي والعشرين وهو يوم الشهادة المفجعة.