وفد من طلبة حوزة ابن فهد الحلي يزور سماحة المرجع الشيرازي في مدينة قم المقدسة

زار وفد من حوزة كربلاء العلمية ـ مدرسة العلامة احمد بن فهد الحلي رحمه الله ـ سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله الوارف في بيته المكرم بمدينة قم المقدسة وذلك في يوم الخميس الثالث والعشرين من شهر رجب الاصب 1433 للهجرة، حيث اطلع سماحته عن كثب على أوضاع الطلبة وتطلعاتهم موجههم إلى مزيد التقوى والتعبئة العلمية.

ومن ثم كان لقاء الوفد مع سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد حسين الشيرازي ـ نجل السيد المرجع دام ظله ـ والذي استمد كلمته بالمناسبة من الحديث النبوي الشريف: «إذا ظهرت البدع فعلى العالم إظهار علمه والا فعليه لعنة الله».

فعقَّب سماحته قائلاً: ظهور البدع يولد تكليفاً كبيراً للعالِم ومسؤوليةً تكاد تكون من أهم مسؤولياته وهي إظهار علمه وإماطة القناع عن وجه كل من ينتحل الإسلام بشكل مزيف.

وأضاف: من مسؤوليات العالِم إرشاد الناس إلى طاعة المولى والابتعاد عن محاذيره ومحرماته وامتثال أوامره والتي يستطيع العالِم كشف درجة أهميتها عبر لسان الخطاب ذاته وأسلوب طرحه، ولو تأملنا الحديث الشريف صدر البحث وقارناه مع غيره للحظنا مستوى قساوة التعبير«ألا فعليه لعنة الله»، الأمر الموضِّح لأهمية المسؤولية وعظمتها.

وقال كذلك: القرآن العظيم بيَّن الدور الواجب على العالم وطلبة العلم اتخاذه في مسألة الإصلاح الديني والاجتماعي قال تعالى: (وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا  قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ) التوبة: 122، وبلحاظ الآية الشريفة يمكن استفادة حكم وجوب الإنذار بدلالة لام التعليل.

كما وأكد سماحته ان مسألة الإصلاح لا يمكن أن تتم دون فضح الظالمين وبيان عمل المفسدين، وهنا واقع الحال يحتاج إلى تحقيق مقدمتين:

الأولى/ يجب معرفة الحقيقة والباطل والتمييز بينهما.

الثانية/ معرفة مصاديق الحقيقة والباطل في الواقع المعاش.

فان تحققتا أمكن فضح المدلِّسين والداخلين إلى الدين والمتلبسين به، وعالم اليوم زاخر بالكثير من الفريقين لاسيما في العراق حيث ظهور عدد من التيارات المنحرفة والتي عاثت في الأرض فسادا تصحبها قوة إعلامية ومادية كبيرة.

واستطرد متحدثا حول أهمية الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وآله كونه المصلح الأعظم والذي واجه الكثير من الصعوبات العظيمة وتغلب عليها رغم قلة الموارد المادية المتاحة له حتى انه صلى الله عليه وآله كان خميص البطن، متحملا في ذات الله كل شيء حتى جاء النصر والفتح باذن الله تعالى قال تعالى: (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِينا، لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطاً مُسْتَقِيما، وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ  نَصْراً عَزِيزاً)الفتح: الآيات من 1الى3، فعلى مريد الإصلاح التحمل والصبر والتصميم.