 |
|||
كان مثل الملائك الطاهرات
شيّعت نعشه ألوف المئات باندفاع العواصف الهائجاتِ تتدافع إليه أمواج حبّ وولاء وعبرة وصلاةِ لا ترى في الجموع إلاّ أكفّاً تتعالى وضجّة الآهات ضلّلته السماء بالسحب تندى فوق روس المشيّعين البكاة سار فيهم نعش الرضا كسفين سار في عاصف من اللّجات من قم المجد للغريّ لأرض الـ طفّ في كربلا بشطّ الفراتِ عالياً كنت في الحياة وأنت الآ ن أعلى في مهرجان المماتِ * * * عالي النفس واثق الخطوات طيّب القلب خاشع النظراتِ مطمئناً تمشي على الأرض هونا مثل مشي المطهّرين التقاةِ لا عَلى الأرض بل على القلب تمشي في ثنايا عروقه دقّاتِ واجلّ النّفوس في النفس نفس تتعالى كالروح في الصلوات من رأى كوكب الثريا على الأرض يدّل العطاش للواحات من أحَسَّ النسيم وجه صباح يتنفّس بالعطر في السّبراتِ عجز الشعر أن يصوّر روحاً كان مثل الملائك الطاهراتِ * * * ياجميل الرؤى جميل الصّفات وجميل اللّحاظ واللّمحاتِ حين ألقاك لا أفكّر إلاّ في محيّاك نيّر القسماتِ نظرة تلهب القلوب كنار حل في واحة من القصباتِ يترك القلب شعره حين يلقى الصبح في دوحة من الورداتِ فتسيح العيون في الدوحة الخضراء والصدر في ندى النّسماتِ عشقتك القلوب من كلمات نيّرات القيتها في قناةِ كلمات تنوّرت مشرقات وحروف تألّقت ماساة درر نظّمت بفيك كعقد اللؤلؤ الرّطب فوق جيد فتاةِ أو كعنقود عسجد يتلالا رُصّفت فوق بعضها حبّاتِ نبرة منك تدخل القلب عفواً رُصِّفت فوق بعضها حبّاتِ نبرة منك تدخل القلب عفواً كمسير الهواء في القصباتِ كم نفوساً علّمتها فاضلاتِ وعقولاً نوّرتها مشرقاتِ وشباباً تهجّدت بك ليلاً ونساء تبتّلت خفراتِ وشيوخاً قد أكبرتك كبيراً ليّن القول هادئ الحركاتِ صاغك الله من مواهب شتّى لوحة من روائع اللّوحات فمن العلم للتّقى. لجميل النّطق. في روعة من الملكاتِ جمعت فيك للمعاني خصالٌ بلغت منك غاية الدّرجاتِ كنت مرآة كلّ خلق جميل ياجلال الكمال في المرآةِ من يوافيك يكسب الطّيب والنّبل، وحسن الأخلاق والبركاتِ مثل مرّ النسيم عند طلوع الفجر في روضة من الورداتِ فاذا حلّ في رباك زماناً صار ياساً يفوح بالطّيبّاتِ * * * غرّد البلبل الجميل فلمّا طرب القلب طار للواحاتِ هرب الطائر الجميل من الحبس وطارت وراءه آهاتي أتراه يعود للعُش يوما؟ لن تعود الطيور للشبكاتِ إنّه البحر قد مضى منه موج وسنمضي وراه في موجاتِ * * * أيَدُ الدهر أم أكفّ الجناةِ أطفئت في الرّضا ضياء الحياة لست أدري والله أعلم كم للظلم في قلبه من البصماتِ لست أدري فالحقّ لابدّ يوماً يتجلّى برغم جور العتاةِ فلكم حاصروه حيّاً وميتاً وأذاقوه منهم ويلاتِ خطفوه لو أنّهم عرفوه لحموهُ بالروح والحدقاتِ هجّروه لو أنّهم فهموه لأتوه زحفاً على الركباتِ * * * أسفي ياأبا المحمّدين طويل مثل يوم من بعد فقدك آتِ ويتاماك. لست أنساك يوماً كيف أنسى من كان نبض الحياة السيد أبو جواد لسيد أبو جواد |
|||
|
|
