فَتى المَكارمِ والأَخلاقِ
والشَمَمِ فَتى الهُدى والتُقى والفَضلِ والكَرَمِ
فَتَى القَداسَةِ قَد طابَت أُرومتُه مِن شامخِ الصُلبِ
أو مِن طاهرِ الرحمِ
فَتَى يَمّدُ جذور العِزّ في نَسَب إلى النبّي
وَيرقى ذُروَةَ القممِ
فَتى ابوهُ عليٌ قد سَما شرفاً مَن مثله بعُلوّ
الشأن في الأُممِ
وأمّهُ بضعةُ المُختارِ فاطمة ُ أنعِم بِأمّ
أبيها روعةِ النعمِ
لهُ المفاخرُ في أنسابِه وَله ُ أن يمتطي قممَ
الجوزاءِ بالقدمِ
* * *
أبُوه كانَ مناراً للهدى وله ُ جدٌّ يُعطّرُ عِندَ
الذكرِ كُلّ فمِ
مِن أُسرة هو قَد طابت مناقبُها في العلم والزُهد
والتقوى من القِدمِ
فتىً ولكنّه يبدو بسيرتهِ شبيه شيخٍ كبير السّنِ أو
هرم
فتىً ينير بصبح الوجه مجلسه وعند منطقه يرقى إلى
الحِكم
كانَت ولادته في كربلاء وقد رأى الحياةَ بِها من
أروع النعمِ
بالخيرِ والخصبِ قد جاءت ولادتهُ يأتي اخضرار الرُبى
بالمزنِ والديم
* * *
كالشمسِ قد كان يبدو في مطالعهِ في فجرها يَتهاوى
حالِكُ الظلمِ
وعاشَ في كربلا في رفعة وتُقى في ظلّ والدهِ ذي العلمِ
والهمم
وكان والدهُ يرعاه تَربيَةً وكانَ في فَنّها ناراً
على علم
وقد تربّى ببيتٍ بالدلالِ وقَد غَذتهُ ثدي لبانَ
المجد والشيم
قرّت لوالِدِه عينُ بِمولده وقد رأى فيهِ آثاراً مِن
العِظمِِ
يمشي الهوينا وقاراً شأن والدهِ في طيب سيرتهِ في سيرهِ
الرسم
* * *
وجاور السبط في مأواه معتبراً قد نال فضلاً من الرحمن
ذي العظم
ووقعة الطف قد ادمَت محاجرَهُ في قتل سبط رسول الله وهو
ظمي
مصارعاً لذويه قد رَأى ورَأى طفلاً لهُ خضبت أوداجه بدمِ
وبعد مقتله هدّوا مضاربهُ وأشعلوا النار في الأبيات
والخيم
وروعّوا نسوةً في غارةٍ ذعرت منها الصبايا ولاذت في ذُرى
الأكَم
أبي الهوان أبو الاحرارِ حيث قضى على الصمود ولم يمدُدْ
يد السَلَم
* * *
كان الفقيد نراهُ في محافِلنا وفجأةً دون نذر مات أو
سَقمِ
وصوتُ ناعيهِ إذ ينَعاهُ لَوعنا ياليت آذاننا باتت على
الصّممِ
والقلب ينزفُ من هولِ المصابِ دَماً وصارَ في
وَطأةِ الأنباء في ضَرمِ
ولستُ انساهُ يوماً مابقيت وما وصال روحي عن جسمي بمنجذم
هذي القصيدة قد انشدتها ألماً وهل يُخفّف انشادي من
الألم
كلا ولكن رفعتُ اليومَ تعزيةً إلى ذويه وعمٍّ عالمٍ
عَلَمِ
* * *
السيد الصادق المحمودِ في شرفٍ والمرجع البحرِ في
الافضال والهممِ
وعمّهِ مجتبى في عزّةٍ وعُلاً في العلمِ والحلمِ
والأخلاقِ والكرم
إلى أشقائِهِ الأعلامِ اذْ فقدوا أخاً عزيزاً غزير
العلمِ ذي شيمِ
وقد رفعتُ إلى الأخوال تعزيةً في فَقدِ ذي رفعةٍ في
العلمِ محترمِ
معزّياً أمة الأسلامِ إذ فقدت من كانَ يعملُ للإسلامِ في
همم
وبالضّراعةِ وجهَّتُ الأكفَّ وفي دعواي أسأل ربي باريء
النسمِ
* * *
أن يمنح الصبرَ والسلوانَ في كرمٍ إلى ذويه ومن في الضر
والبرمِ
إلى التي حملته ثم قد حضنت ترعاهُ ليلاً بودٍّ وهي لم تنم
وهي التّي فقدت بالرعي صحتها حتى غدت في سنّي العجز
والهرمِ
بالأمس قد فقدت بعلاً وقد فُجعت
بموته حيث عاشتَ عيشَ مهتضم
واليوم تفقدُ ابناً عالماً عَلَماً قد كان ذخُراً وَفيَّ
العهد والذممِ
محمدٌ الرضا قد كانَ فارقَها وفارقت روحُه الدنيا ولم
يدُمِ
* * *
قبلَ الأوان قضى في عَزّ روعته والمسلمون غدوا في الحزنِ
والألم
غابَ الفقيد ولازِلنا بغيبتهِ نَحيى الأذى والأسى
باللوح والقلم
وراحَ ضيفاً على الرّحمن منزلهُ في مقعد الصدق في
الجنّات والنعم
ياربّي ضيفٌ اتاكَ اليوم معتصماً وأنت أفضلُ مرجوّ
ومعتصم
وكانَ قد فارقَ الاحبابَ مكتئباً من بُعدهم وفراق
الوُلد والحُرم
فاجعلهُ في زُمرةِ الأبرار مُبتهجاً واطفيء ظماهُ بماءِ
الكوثرِ الشبمِ
الأستاذ جعفر الشيخ عباس الحائري