|
||||||
مكتب المرجع الشيرازي في كربلاء المقدسة يقيم مجلس عزاء الإمام الهادي عليه السلام
الثالث من رجب الأصب ذكرى شهادة الإمام العاشر من أئمة أهل البيت صلوات الله عليهم أجمعين الإمام علي الهادي عليه السلام. مكتب المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله الوارف في كربلاء المقدسة أقام بالمناسبة مجلس عزاء صباح يوم الأثنين، أستهل بآيٍ من الذكر الحكيم وقراءة زيارة عاشوراء الحسين عليه السلام بصوت القارئ الحاج مصطفى الصراف، ومن ثم أعتلى المنبر الشريف الخطيب الحسيني السيد هشام البطاط مسلطاً الأضواء على جوانب من حياة الإمام صاحب الذكرى. ولد الإمام أبو الحسن الثالث علي الهادي عليه وعلى أبائه أفضل الصلاة والسلام سنة 212 هـ في النصف من ذي الحجة قرب المدينة المنورة في موضع يقال له صريا، والدته الماجدة سمانة المغربية أم الفضل كانت دائمة الصوم لا مثيل لها في الزهد والتقوى، قال الإمام عليه السلام في حقها: أمي عارفة بحقي وهي من أهل الجنة لا يقربها شيطان مارد ولا ينالها كيد جبار عنيد وهي مكلؤة بعين الله التي لا تنام، ولا تخلف عن أمهات الصديقين والصالحين. الإمام الهادي عليه السلام نصّب في للإمامة الألهية عن عمر الثمان سنوات وليس في ذلك ضير، قال تعالى: (وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً) مريم: 12. ان علم الله سبحانه وتعالى سابق لخلقه فعلم أن الإمام سيكون طاهراً معصوماً، علم منه الفائدة لعبادة فاجتباه واصطفاه فجعله إماماً. وأضاف قائلاً: إن ايام إمامته أو حياته قسمت ما بين المدينة المنورة وسامراء المشرفة والتي اشخص إليها كرهاً من قبل الطاغية اللعين المتوكل العباسي نديم الشيطان وشارب الخمور. فأُشخص سلام الله عليه إلى سامراء ومنها مارس دوره في الإمامة العامة إلا أن الطغاة لم يهدأ لهم بال والإمام وجود فضايقوه أشد ما يمكن وبطرق متعددة رغم ذلك فإن الإمام كأجداده الطاهرين تحلى بصفات الإمامة فكان عظيم الهيبة بحيث أن عدوه يتملقه، يروى أن رجالات البلاط العباسي يومها تعاهدوا واتفقوا على أمر وهو أن حضر الإمام لا يترجلون له حسداً منهم إليه إلا أنه بمجرد أن حضر الإمام سلام الله عليه ترجلوا من دون شعور منهم، ذات الأمر جرى في قصة الستائر والأتفاق على عدم رفع الستائر أمامه حتى يرفعها الإمام بنفسه فيُستصغر قدره وعندما حضر الإمام وأراد الدخول بعث الله سبحانه بريح رفع الستار وعند الخروج جرى الأمر عينه فبهت الجميع وعلموا إنه مؤيد من قبل الله عز وجل. وأكد قائلاً: هنا لا أريد ان أتحدث عن ما تقدم كونها مكرمة للإمام بل أستهجن نفسي أن أعتبرتها كذلك لأن الإمام صفوة الصفوة أختص الله الأئمة لنفسه، خلق الله آل محمد وأختصهم لنفسه سبحانه وأبتلانا بهم وفي الزيارة الجامعة نقرأ: « وأنتم الباب المبتلى به الناس». كل ما يقال بحق الأئمة قليل وأقل ما يقال بحقهم إن لله ملائكة يسيرون في الأرض خصهم الله لخدمة آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم. واضاف فضيلته ورد في الحديث النبوي الشريف: « يا علي لا يعرف الله إلا أنا وأنت ولا يعرفني إلا الله وأنت و لا يعرفك إلا الله وأنا» أننا لا نستطيع أن نعرف منزلة الإمام ومكانته الحقيقية، فالواجب أن نعرف بمقدار أستطاعتنا وأن نهيئ المقدمات لذلك من طهارة النفس ونقاوة القلب والدوام على الأعمال الصالحة. كما وتحّدث حول الجريمة النكراء والرزية العظمى في تفجير القبة الطاهرة للإمامين العسكريين سلام الله عليهم والمحنة التي أُبتلينا بها فإن لم نعيد بناء المرقد الطاهر فشلنا واستحققنا الذل والمهانة بتخلينا عن شعائر الله تعالى والحفاظ على مقدساتنا. هذا وقد ختم المجلس بذكر قصة شهادة الإمام الهادي عليه السلام وكيفيه وضع السم له بآمر الطاغية اللعين المتوكل على الشيطان.
|
||||||
|