حوزة ابن فهد الحلي تستضيف سماحة الشيخ حسين الفدائي والإقتداء بالعترة الطاهرة محور اللقاء

استقبلت حوزة كربلاء العلمية ـ مدرسة العلامة احمد بن فهد الحلي رحمه الله ـ بتاريخ الأربعاء الثالث عشر من شهر ربيع الثاني 1433 للهجرة سماحة آية الله الشيخ حسين الفدائي ـ من التلامذة البارزين لسماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله ـ والذي قام بدوره بإيصال سلام سماحة السيد المرجع إلى طلبة العلم ورجال الدين في كربلاء المقدسة.

سماحة الشيخ الفدائي ألقى كلمة بالمناسبة استمدها من قوله تعالى: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ) الحجر: 28و29.

وعقَّب بعد ذلك قائلاً: البحث يتمحور حول ثلاث نقاط: المفردات والمعنى والاستنتاج، اما الأول: معنى مفردات الآية فهي/ الصَّلْصالُ من الطِّين: ما لم يُجْعَل خَزَفاً، سُمِّي به لتَصَلْصُله؛ وكلُّ ما جَفَّ من طين أَو فَخَّار فقد صَلَّ صَلِيلاً. وطِينٌ صلاَّل ومِصْلالٌ أَي يُصَوِّت كما يصوِّت الخَزَفُ الجديد.

قوله من حمأ: الحَمْأَةُ والحَمَأُ: الطين الأَسود المُنتن. وقوله: مسنون/ من سَنَّ الشيءَ يَسُنُّه سَنّاً، فهو مَسْنون وسَنين وسَنَّته: أَحَدَّه وصَقَله. قال ابن الأَعرابي: السَّنّ مصدر سَنَّ الحديدَ سَنّاً. وسَنَّ للقوم سُنَّةً وسَنَناً. وسَنَّ عليه الدِّرْعَ يَسُنُّها سَنّاً إذا صَبَّها. وقوله/ فإذا سويته، أي عدّلته وخلقته، من روحي أضافه إليه تشريفاً كما يضاف البيت إلى الله فيقال بيت الله.

الثاني/ المعنى والأمر فيه واضح، وهو إن الله تعالى يخبر الملائكة بأنه سيخلق بشر من الطين وينفخ فيه من روحه ـ أي يأمر ملك من ملائكته بان يلج فيه الروح ـ فإذا خلقته فقعوا له ساجدين. فنلحظ بان الله سبحانه حينما خلق الجسد لم يأمر الملائكة بالسجود له رغم انه بقي جسد فقط مأتي سنة وإنما أمرهم سبحانه وتعالى بالسجود بعد ان حلت الروح فيه، وهذا أمر كاشف عن منزلة الروح وشرفيتها.

الثالث/ الاستنتاج: حيث نستطيع استخلاص شرفية الروح كما تقدم في الأمر الثاني فالمتوجب الاعتناء بالروح بدقة شديد وهذا ما كان يفعله أهل بيت العصمة والرسالة سيما الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله كان يقسوا على جسده لغذاء روحه والقرآن يشهد له بذلك قال تعالى: (طه * مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى) طه:1و2، وكذا ما اخبر به أمير المؤمنين عليه السلام حول رسول الله بأنه لم يشبع من خبز الشعير ثلاثة أيام قط وكان سلام الله عليه يقتدي برسول الله صلى الله عليه وآله فكان يأخذ العهود على أن لا يُنخل له دقيق الشعير وما ورد في رواية سويد بن غفلة ـ وكان من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام ـ بأنه رأى أمير المؤمنين يأكل خبز الشعير اليابس وقشور الشعير واضحة فيه.

ومن ثم أكد سماحته على أهمية الإقتداء بأهل البيت عليهم السلام وعلى وجه الخصوص من رجال الدين وطلبة العلم فهم سائرون على نهج الأنبياء والأوصياء عليهم السلام. بعد ذلك استمع إلى بعض المداخلات والأسئلة وأجاب عنها.