بيان مؤسسة الإمام الشيرازي العالمية بمناسبة الذكرى الأولى لانطلاق الانتفاضة الشعبية في البحرين

بمناسبة حلول الذكرى السنوية الأولى لانطلاق الانتفاضة الشعبية في البحرين الجريح أصدرت مؤسسة الإمام الشيرازي العالمية بياناً استنكرت التعتيم الإعلامي المتعمد للأحداث التي تشهدها البحرين ولانتفاضتها السلمية، داعيةً أبناء البحرين إلى التمسك بسلمية انتفاضتهم والمطالبة بحقوقهم المشروعة، وان يكثفوا الاتصال بوسائل الإعلام لفضح الظالمين وأعمالهم الوحشية، وفيما يلي نص البيان:

 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله محمد وآله الطاهرين.

خلال هذه الأيام تمر علينا الذكرى الأولى لانطلاق الانتفاضة الشعبية المطالبة بالحرية والحقوق الدستورية والإنسانية في البحرين، وإذ تنظر الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الخاصة بحقوق الإنسان وشعوب العالم الحر بعين الأهمية لبعض لانتفاضات الشعبية في المنطقة العربية ولا تولي الأهمية المطلوبة لانتفاضة البحرين، يجدد أبناء البحرين تمسكهم بسلمية انتفاضتهم والمطالبة بحقوقهم المشروعة، فانتفاضة هذا الشعب لم تأت جزافا، ولا اعتباطا، ولا بطرا، بل هناك حقوقا ضائعة، وحريات مسلوبة، وحياة لا ترقى لكرامة الإنسان، بسبب سياسات الحكومة الظالمة لشعبها.

إن القوانين الدولية والإنسانية تعطي الحق للشعوب أن تحكم نفسها بنفسها وتقرر مصيرها من دون قهر أو ظلم أو تسلط، كما إنها تكفل لجميع الشعوب حق حرية التعبير والتظاهر والاعتصام، وتدين بل وتجرم كافة أنواع العنف والبطش أو استخدام القوة من قبل الحكام ضد شعوبهم.

إن ما أفرزته تصرفات السلطات البحرينية من إجراءات قمعية وتعسفية ضد المتظاهرين السلميين في العام المنصرم كان نتيجته مقتل ما يزيد على الـ 40 شخصاً، واعتقال قرابة 800، والتحقيق مع قرابة 300، وإحالة قرابة 100 إلى محاكمات استثنائية، وإدانة أغلبهم، فضلاً عن فصل قرابة 1700 شخص من وظائفهم في الدولة والقطاعين العام والخاص، وفرض قيود واسعة على الحريات العامة والشخصية، وهي تعد نسبة كبيرة إذا ما قورنت بعدد سكان البحرين الأصليين، وتعد كذلك مؤشراً خطيراً على توجه السلطة في البحرين نحو العنف وترك لغة الحوار أو الإصغاء لمطالب المتظاهرين، ورغم الحقائق الكبيرة والكثيرة التي أظهرها تقرير (بسيوني) إلا أنها تعد جزء من حقيقة القمع الذي واجهه أبناء البحرين.

لقد أثبتت التجارب إن ضعف الحاكم وبخاصة الدكتاتور يظهر حينما يلجأ إلى السلاح كأسلوب وحيد لمواجهة المتظاهرين أو المحتجين، كما إن التجارب أثبتت أيضاً إن زوال الحكم والسلطة يبدأ بانتهاج الحاكم للعنف، وإن مصيره إلى الزوال ولو بعد حين، وخير دليل هو سقوط أنظمة الحكم الظالمة في العام 2011م في العديد من الدول العربية.

فمن مصلحة حكام البحرين الإصغاء لشعوبهم كما وجه بذلك سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي (دام ظله) بالقول: (لأهمية ما يجري في دولة البحرين وبعض الدول الإسلامية الأخرى من أحداث فأننا، نبدي بالغ أسفنا وعميق حزننا على أرواح الشهداء، ونطالب السلطات البحرينية للاستماع لمطالب أبناء شعبها وعدم استخدام القوة في قمع المتظاهرين فالعنف لا يولد إلاّ عنفاً).

إننا ومن منطلق المسؤولية ندعو البحرينيين كافة إلى التمسك بمطالبهم التي خرجوا وضحوا من أجلها عبر:

1- التمسك بسلمية الانتفاضة واللاعنف وعدم الانجرار خلف الأعمال الاستفزازية التي تحاول السلطات الحكومية استدراجهم إليها، فالسلطة هناك طالما سعت وبأيدي عساكر ما يسمى بدرع الجزيرة إلى الاستفزاز بالاعتداء على دور العبادة وتهديمها تارة وبانتهاك حرمة المساكن واعتقال النساء تارة أخرى.

2- فضح الانتهاكات التي تقوم بها القوات الأمنية والمرتزقة داخل صفوف المجندين من خلال تكثيف الاتصال بوسائل الإعلام المختلفة.

3- تكثيف الجهود مع المنظمات الحقوقية الدولية وجمع الأدلة للجرائم التي ترتكبها القوات الأمنية ضد المدنيين العزل.

4- السعي إلى الاتصال بكافة الدول والمؤسسات والمنظمات الدولية للضغط على النظام الحاكم في البحرين والاستجابة للمطالب الشعبية.

5- مساعدة الضحايا وأسرهم عبر تقديم مختلف المساعدات الإنسانية والدفاع عن حقوقهم المنتهكة.

نسأل الله تعالى ان يمن على مختلف الشعوب المظلومة وخصوصا الشعب البحريني بالحرية والأمان والاستقرار والازدهار، وان ينال حقوقه وكرامته الإنسانية سريعاً عاجلاً.