اليوم التاسع من محرم في مكتب المرجع الشيرازي بكربلاء المقدسة

 

:.  توافدت الهيئات والمواكب الحسينية للمكتب لتقديم التعازي إلى المرجعية الشريفة كما احيا المكتب في كربلاء المقدسة اليوم التاسع من محرم الحرام بتلاوة من القرآن الحكيم وقراءة زيارة عاشوراء بصوت القارئ الحاج مصطفى الصراف.

بعد ذلك القى سماحة حجة الاسلام والمسلمين الشيخ عبد الكريم الحائري بحثه (اشهد ان دمك سكن في الخلد واقشعرت له اظلة العرش) وقد وردت هذه الكلمات في الزيارة الاولى للامام الحسين في كتاب مفاتيح الجنان.

تسائل سماحته: ما هو العرش وهل هو مسكن الدماء؟ وهل دم الحسين عليه السلام ذهب إلى الخلد وكيف ذلك؟

واجاب عن معاني العرش قائلاً: ففي معاني العرش وردت الروايات الكثيرة منها ما رواه العلامة المجلسي في البحار اكثر من ستين رواية في الجزء الثامن والخمسون منه، فالعرش باطنه العلم وظاهره كل شيء في العرش، ورواية الامام السجاد عليه السلام (تمثال كل شيء في العرش، وفي رواية اخرى ينقلها المجلسي في باب الصفات قال (فيه صور الخلائق من مبدأ وجودها إلى منتهى ذلك، وكل حركاتنا وسكناتنا تظهر هناك) ويذكر الإمام الصادق في هذا الصدد (ربما اذنب العبد ذنب فنمحت الصورة ـ لان الملائكة ينظرون ويراقبون ـ فتخفى عليهم صور بعض الناس لأن العبد كان في معصية فإخفاها الله عن الملائكة، وكذلك حتى النوايا تظهر، فإذا نوى العبد السيئة شم الملائكة منه رائحة الكنيف.

 

 

وفي معرض كلامه عن اظله العرش قال سماحته: في العرش حقيقة الاشياء روى العلامة المجلسي في جـ 45 من البحار روايتين عن سليمان الاعمش عن الصادق عليه السلام قال: (ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما مر بالسماء الرابعة قال وجدت على كرسي ملك امامي على هيئة علي بن ابي طالب عليه السلام، وسألت جبرائيل فقال: ان اهل السماء اشتاقوا إلى علي عليه السلام فسألوا الله فخلق لهم هذا الملك، فيأتون اليه ليحظوا بثواب النظر إلى وجه علي عليه السلام.

قال سليمان الاعمش دخلت يوماً إلى الإمام الصادق عليه السلام فقال لي في صبيحة يوم تسعة عشر من شهر رمضان لما ضرب علي بن ابي طالب انفلق رأسه في السماء.

اما مسألة الاقشعرار (واقشعرت له اظلم العرش) وهو حالة تأخذ جلد وشعر الانسان (اشهد ان دمك سكن في الخلد) ينقل عن مسلم (غلام أمير المؤمنين) امرني ان اكون خادماً للحسين عليه السلام وقد ناداني من بعدما ضعف نتيجة خروج الدماء الكثيرة منه فجئت اليه فقال ضع يدك موضع الدم وعندما امتلئت قال له صبها على يدي فتنفس فيها الحسين عليه السلام فصعد الدم إلى السماء.