ذكرى واقعة كربلاء التأريخي تحيا في مكتب المرجع الشيرازي

:.  تواصل مكتب المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله في كربلاء المقدسة برنامجه الحسيني بمناسبة العشرة الاولى لشهر محرم الحرام ذكرى واقعة كربلاء التأريخية.

استهل المجلس بتلاوة عطرة في اي الذكر الحكيم بصوت القارئ الحاج مصطفى الصراف والذي استمر بقراءة زيارة عاشوراء الحسين عليه السلام بعد ذلك اعتلى المنبر الشريف سماحة حجة الاسلام والمسلمين الشيخ عبد الكريم الحائري لإلقاء بحثه (السلام عليك يا ثأر الله وابن ثأره) فالثأر هنا منسوب إلى الله سبحانه فكيف ذلك الانتساب؟ وهل يصح ان تنسب شيء الى الله فنقول عبد الله وبيت الله؟
الله سبحانه لم يتقبل ان ينسب المنافقون له بيت بنوه فسمّاه مسجد ضرار، ومن جهة اخرى اذا انتسب الشيء إلى الله سبحانه وكان مشفوعاً بالاخلاص تقبله الله وهذا ما اكدت الروايات والايات الشريفة يقول تعالى (إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ)

نعلم انه في المبايعة كانت يد الرسول فوق ايدي المبايعين الا ان الله سبحانه نسبها اليه فقال (يد الله فوق ايديهم)  كذلك قوله تعالى (وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى).

اذاً تكون يد العبد هي يد الله فتنسب اليه، وفي الزيارة (السلام عليك يا عين الله الناظرة) وفي رواية كنز العمال (العبد من الله وهو منه) يعني ان العبد يستطيع ان يرتقي ليتحول إلى نور الاهي ففي الرواية (اتقوا فراسة المؤمن فانه ينظر بنور الله) فنلاحظ ان شدة الاخلاص هي التي اوصلت امير المؤمنين عليه السلام الى درجة عظيمة فنقرء في زيارته (اللهم ان هذا الحرم حرمك) فحرم أمير المؤمنين عليه السلام حرم الله الذي اليه يؤتى، وفي كامل الزيارات تفوق العشرة احاديث من زار الحسين عليه السلام كمن زار الله في عرشه.

ثم اضاف قائلاً: ومن هنا نفهم كيف اصبح الحسين عليه السلام ثار الله، فالثار هو الدم، فدم الحسين هو دم الله والطلب به طلب بثار الله.

هذا من ناحية ومن ناحية اخرى فالحسين عليه السلام عظمة مصيبته ووجوده المقدس مؤثر ليس في قومه او زمانه اوعالمه بل ان تأثيره خرق طوق الزمان فتأثيره كان على ما قبله وما بعده فكأن استشهاد الحسين له تأثير كوني لذا ورد في الروايات ومنها من ابناء العامة على ما روى ابن حجر والطبراني في المعجم الكبير (ما رفع حجر ولا مدر إلا ووجد تحته دم عبيط كسفت الشمس واسودت السماء ورؤوا النجوم حتى ظن الناس انها هي (القيامة).

هذا وقد ختم المحاضرة ببحث مراتب الثأر الخمسة. الارض واهلها والامام المنتظر والامام الحسين نفسه واخيراً الله سبحانه وتعالى هو من يأخذ ثار الحسين عليه السلام فهؤلاء الخمسة هم من يأخذون ثار الحسين عليه السلام بحسب المراتب.

وختم المجلس الشيخ علي المجاهد بقراءة مصيبة سيد الشهداء عليه السلام.