لليوم السادس على التوالي استمرار مجالس عاشوراء الحسين عليه السلام

في مكتب المرجع الشيرازي

:.  مكتب المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله في كربلاء المقدسة ما زال مستمراً على احياء المجالس الحسينية بمناسبة اطلاله شهر محرم ذكرى معركة الطف الدامية حيث افتتح برنامجه العاشورائي بايات عطرة من آي الذكر الحكيم تلاها القارئ الحاج مصطفى الصراف الذي عقبها بقراءة زيارة عاشوراء، بعدها اعتلى المنبر الحسيني الشريف سماحة حجة الاسلام والمسلمين الشيخ عبد الكريم الحائري لألقاء بحثه (عبدك وابن عبدك المقر بالرق والتارك للخلاف عليكم).

مبيناً لمعنى العبودية الوارد في الزيارة المباركة بعد ان استعرض اقوال العلماء في معناها ليؤكدا نوعين منها العبودية، عبودية الرق وعبودية الولاء وهذه الاخيرة قد قصدت في كثير من الزيارات كما ورد في زيارة أمير المؤمنين عليه السلام (عبدك وابن امتك جاء مستجير بك).
وبعد ان فرغ فضيلته من بحث معاني العبودية والعبد عرج الى بحث الولي ومعنى الولاء مستمداً ذلك من قول الامام الصادق عليه السلام (نحن الاسماء) الحسنى مبيناً ان الاسماء نوعان اسماء لفظية وتكوينية (خارجية) اما الأولى فهي تدل على المسمى بالاعتبار اما الثانية ـ التكوينية ـ فهي التي تدل على الذات بالحقيقة، فالثانية اكثر دلالة من الاولى فإنهم سلام الله عليهم اكثر دلالة على الذات المقدسة من الاسماء اللفظية ومن هنا نقرأ في الزيارة الجامعة (انتم الادلاء على الله) اذن دلالتهم على الذات حقيقية لا تحتاج إلى لغة ولسان، كما ونقرأ في دعاء كميل (واسماءك التي ملئت اركان كل شيء) وفي الزيارة الشعبانية (فجعلتهم اركاناً لكل شيء) فإذا زال الركن زال الشيء بأكمله فـ (لولا الحجة لساخت الارض بأهلها).

هذا وتسائل فضيلته عن مدى او وسع دورهم الشريف؟ اجاب قائلاً ان وجودهم الشريف له سعة نستشفها من قوله تعالى و(ما ارسلناك الا رحمة للعالمين) والله سبحانه هو(رب العالمين)، فنلاحظ ان السعة هي ذاتها في الايتين بمعنى سعة العالمين، فهذا فضل الله يؤتيه من يشاء، فوجودهم المقدس مستمد من الفيض الاقدس للباري سبحانه، وجود الناس مستمد من وجودهم ومن هنا نلاحظ قول أمير المؤمنين عليه السلام (نحن صنائع ربنا والناس بعدُ صنائع لنا).