![]() |
||||||||
المجلس الحسيني لليوم الثاني من محرم الحرام في مكتب المرجع الشيرازي
:. ضمن جدولة أعمال مكتب المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله في كربلاء المقدسة أحيا ثاني أيام محرم الحرام من خلال برنامج أعد لهذا الغرض، أفتتح بتلاوة عطرة من آيات الذكر الحكيم وقراءة زيارة عاشوراء تلاها القارئ الحاج مصطفى المؤذن. بعدها واصل الشيخ عبد الكريم الحائري اعتلاء المنبر الحسيني ولليوم الثاني على التوالي، حيث انطلق من حديث الإمام الصادق عليه السلام: (لما خلق الله آدم ونفخ فيه من روحه، فقام ونظر إلى العرش فرأى أنواراً بالعرش محدقة، قال من هؤلاء يا رب؟ قال الرب: أنا المحمود وهذا محمد، وأشار إلى النور الثاني وقال: أنا الأعلى وهذا علي، ثم أشار إلى النور الثالث وقال: أنا الفاطر وهذه فاطمة، ثم أشار إلى النور الرابع وقال: أنا المحسن وهذا الحسن، ثم أشار إلى النور الخامس وقال: أنا ذو الإحسان وهذا الحسين.
فتسائل فضيلته قائلاً: فهل هذه الأنوار بقيت في محلها أم لا؟ عندما خلق الله آدم جعل في صلبه الأنوار الشريفة فهل زالت عن العرش أم لا؟ ثم ما هو دورها؟ كما وإننا نقرأ في كلمات الزيارة: (أشهد أنك كنت نوراً في الأصلاب الشامخة والأرحام المطهرة) فهل هذا النور جسماً أم إنه بقي نوراً؟ وهل هذا النور على أمثولة روح أم نطفة؟ بعض الفلاسفة أشكل على ذلك بقوله: لو كان روحاً لاستلزم من ذلك التناسخ لانتقال الأرواح من شخص إلى آخر، وأما إن كان نطفة فنطفة النبي صلى الله عليه وآله لم تكن في آدم ولا إبراهيم ففيه نطفة إسماعيل وهذا يستلزم المجاز البعيد وهو باطل. أجاب سماحته على تلك التساؤلات بقوله: بعض الرواة كزيد الشحام مثلاً سأل الإمام الصادق عليه السلام أيهما أفضل الحسن أم الحسين عليهما السلام؟ فأجابه الإمام عليه السلام إن فضل أولنا يلحق فضل آخرنا، وفضل آخرنا يلحق فضل أولنا. وكلٌ له فضل. فقال زيد: جعلت فداك وسع علي في الجواب، فما سألت إلا مرتاد، قال: يا زيد، نحن من شجرة طيبة، خلقها الله من شجرة واحدة، علمنا من الله واحد، وفضلنا من الله واحد، زيد عندها تأمل، فقال له الإمام عليه السلام: أزيدك يا زيد، قال: نعم، قال الإمام عليه السلام: (يا زيد خلقنا عند الله واحد، وفضلنا عند الله واحد، وكلنا عند الله واحد، أولنا محمد وأوسطنا محمد وآخرنا محمد).
وعقب سماحته قائلاً: هناك من المعارف من لا تتحمله كل العقول بل أن بعضها لا يتلاءم والدنيا بأسرها، فمثلاً لو تأملنا في حديث الإمام الحسن العسكري عليه السلام: (من كان من شيعتنا عالماً بشريعتنا فأخرج ضعفاء شيعتنا من ظلمة جهلهم إلى نور العلم الذي حبوناه له، جاء يوم القيامة وعلى رأسه تاج من نور يضيء لجميع أهل العرصات، وعليه حلة لا تقوم لأدنى سلك فيها الدنيا بحذافيرها، ونادى مناد يا عباد الله هذا عالم من بعض علماء آل محمد). فقيمة العالم عند الله عظيمة، لا يمكن أن تظهر بحقيقتها ضمن حدود وطبيعة هذه الدنيا، فكيف بمقامات الأئمة الأطهار وما حباهم الله به من أنوار وعلوم.
|
||||||||
|