![]() |
||||||||||
شعيرة الاطعام
المودة في القربى :. ورد في الحديث القدسي في زيارة عاشوراء (اللهم اجعلني عندك وجيها بالحسين سلام الله عليه في الدنيا والآخرة) وهذه الوجاهة لا تأتي من فراغ وإنما من إحياء المسلم لشعائر الله بشكل عام (ومن يعظم شعائر الله فأنها من تقوى القلوب) كيف بنا ونحن نحي شعائر تأتي في إطار (قل لا أسألكم إلا المودة في القربى) وهم آل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومصباح الهدى في دياجير ظلمات الجاهلية ... نعم كل ما أمكننا من شعائر لنبعث من جديد أحداث كربلاء في وجدان العالم حتى تكون نبراس ثورة ضد الظلم والطغيان . ومن أبرز الشعائر في هذا الشهر المحرم هي إطعام ضيوف أبا عبد الله الحسين عليه السلام وتقديم كافة الخدمات لهم من شراب ومبيت وغيرها,فعن الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم قال: (من موجبات مغفرة الرب تبارك وتعالى إطعام الطعام) وعنه (أحب من دنياكم ثلاثاً:إقراء الضيف والصوم بالصيف والضرب بالسيف) وأيضا (افشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا الناس نيام، تدخلوا الجنة) وكذلك (من أطعم ثلاثة نفر من المسلمين أطعمه الله من ثلاث جنان في ملكوت السماوات الفردوس وجنة عدن وطوبى).
مائدة في الجنة :. نعم للطعام آثر كبير وثواب اكبر عند الله لما له من دور في تشجيع الناس والمؤمنين على إيتاء جميع الشعائر دون أن يفكر في تحمل طائل تحضير طعامه أو شرابه، فترى عزيزي القارئ طرقات كربلاء المقدسة قد توزعت فيها القدور هنا وهناك وتناوبت الهيئات والمواكب في توقيتات الإطعام حتى لا يفوت أي واحد منهم ثواب إطعام ضيوف أبي الثوار الحسين عليه السلام، فعن مولانا ومولى الثقلين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قال: (الضيافة رأس المروءة) وعن الإمام الصادق عليه السلام: (من أشبع جوعة مؤمن وضع الله له مائدة في الجنة يصدر عنها الثقلان جميعاً)، وعنه: (من أشبع مؤمناً وجبت له الجنة). الكل في كربلاء المقدسة في هذه الأيام هو في خدمة محبي أهل البيت عليهم السلام المفجوعين بعاشوراء محرم، هذا اليوم الذي أراده الناصبين أن يكون نسياً منسيا، فصار ببركة الله تعالى ورسوله الكريم صلى الله عليه وآله ومنزلة آل بيت النبوة سلام الله عليهم أجمعين ناقوساً لم ولن تكف رناته لتبعث من جديد روح الإسلام في أهله وتدين جذوة الثورة الحسينية ضد كل ظالم متجبر متسلط على رقاب المؤمنين.
فئام من الناس :. شعيرة إطعام الطعام هي من الممارسات الإنسانية التي بها يرتخي المسلم درجات العلا من الثواب والأجر لما تبعثه في النفوس عامة من التواصل والرحمة فعن الإمام الصادق عليه السلام: (من أطعم أخاً له في الله كان له من الأجر مثل من أطعم فئآماً من الناس. قيل وما الفئآم من الناس؟ قال: مائة ألف من الناس)، وعن حسين بن نعيم الصحاف قال: قال أبا عبد الله عليه السلام: (أتحب أخوانك يا حسين؟ قلت: نعم، قال:تنفع فقراؤهم؟ قلت نعم، قال: أما إنه يحق عليك أن تحب من يحب الله، أما والله لا تنفع منهم أحداً حتى تحبه، أتدعوهم إلى منزلك؟ قلت: نعم، ما آكل إلا ومعي الرجلان والثلاثة والأقل والأكثر. فقال أبو عبد الله عليه السلام: أما أن فضلهم عليك أعظم من فضلك عليهم، فقلت: جعلت فداك أطعمهم طعامي وأوطئهم رحلي ويكون فضلهم علي أعظم؟ قال: نعم إنه إذا دخلوا منزلك دخلوا بمغفرتك ومغفرة عيالك وإذا خرجوا من منزلك خرجوا بذنوبك وذنوب عيالك).
عتاب الله عزوجل: :. قال الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الله عزوجل يقول: ابن آدم مرضت فلم تعدني، قال: يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين؟ قال: مرض فلان عبدي ولو عدته لوجدتني عنده، واستسقيتك فلم تسقني، فقال كيف وأنت رب العالمين؟ قال: استسقاك عبدي فلان ولو سقيته لوجدت ذلك عندي، واستطعمتك فلم تطعمني، قال كيف وأنت رب العالمين؟ قال: استطعمك عبدي فلم تطعمه ولو أطعمته لوجدت ذلك عندي). إذن فليس الطعام وحده عليه الثواب والأجر فهناك خدمة المرضى وتقديم الماء لزوار أبا عبد الله الحسين عليه السلام والشاي وغيره من المشروبات، عن الإمام الصادق عليه السلام: (من سقى الماء في موضع يوجد فيه الماء كان كمن أعتق رقبة ومن سقى الماء بموضع لا يوجد فيه الماء كان كمن أحيا نفساً ومن أحيا نفساً فكأنما أحيا الناس جميعا.
|
||||||||||
|