![]() |
||||||||||||||||||||||
محرم على أبواب كربلاء
:. أيام قلائل تفصلنا عن حدث تاريخي هز عروش الظالمين وصار فداء يستصرخ الشرفاء من العالم على مر العصور والأزامان وهو يقول:(ألا من ناصر ينصرنا)، نعم إنه الحسين بن علي عليهما السلام وسبط الرسول محمد صلى الله عليه وآله وريحانته فلذة كبد البتول فاطمة سلام الله عليها.. لقد كان الحدث قصيراً في حسابات المادة لا يتجاوز اليوم الواحد، ولكن صار حدثاً سرمدياً يفعله المعتدي في ضمير الأمة الإسلامية.. نعم إنها أيام قلائل ويهل علينا شهر محرم الحرام الذي تعدت العرب أن تعتبره من الأشهر الحرم، أي التي لا قتال فيها بينما كسرت بني ميتة هذا الحكم في جنايتها على ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله ولم تكتفي بذلك بل جنت على حرم رسول الله صلى الله عليه وآله فسبتهم، تمر علينا ذكرى ملحمة عاشوراء وما زال شعبنا يرزخ تحت الاحتلال وهو يتأمل من حكومته التي انتخبها أن تجلس لتشكل نفسها بعيداً عن المناورات السياسية، ولسان حاله يقول: متى تنفذون وعودكم لنا في الكهرباء، الأمان، الصحة، خروج المحتل.. أجيبونا (إن الوعد كان مسؤولا).
:. تمر علينا هذه الذكرى وما زال أحفاد أمية والمغيرة يتراقصون على رقابنا، وما زالت سيوفهم على رقابنا تحزباً لهوية، ترى أما آن للمسلمين أن يقفوا صفاً واحداً ضد هذه الأفكار الهمجية التكفيرية السوداوية، إننا نتساءل أين أنتم من (لا إكراه في الدين) وهذا لمن يدين بغير شرعتنا، فكيف بنا ندين بشرعة واحدة ونشهد بـ(لا إله إلا الله محمد رسول الله).
:. إننا وبهذه المناسبة العزيزة ندعو كل المسلمين إلى التآزر مع بعضهم والوقوف صفاً واحداً ضد كل التيارات التكفيرية التي تريد النيل من وحدة شعب العراق وأرضه، لذا علينا نبذ الخلافات والتمتع بروح التسامح والتفاهم والتمتع بالأخلاق الرفيعة التي تجعل منا أمة تليق بخاتم النبيين محمد صلى الله عليه وآله وسلم القائل:(خير الناس من نفع الناس).
:. واستعداداً لهذا الشهر فإن الزائر لمدينة كربلاء المقدسة يجدها كخلية نحل الكل يعمل حسب اختصاصه فذلك جاء بالسواد ليطفي مسحة الحزن على جو المدينة وآخرين شيدوا في بعض الساحات التكايا والهيئات الحسينية مذكرين بفاجعة أهل البيت عليهم السلام على صعيد نواويس كربلاء المقدسة بينما راحت أجهزة الدولة منشغلة بتوفير الحماية والأمن لكل أهالي وزوار هذه المدينة الحبيبة، المفرح في خضم هذا النشاط إن الكل يعمل من أجل الكل، فالكل مسؤول عن الحماية ويسعى ليساعد الأجهزة المعنية بذلك وهذا ما نحتاجه على صعيد العراق كله أن يكون العراقي للعراق قلباً وقالباً وعملاً وهدفاً، ليس لنا أسمى وأحلى منك يا عراق، وستبقى علماً عالياً بقوة الله تعالى ورسوله وآل بيته الأطهار النجباء صلوات الله عليهم أجمعين.
|
||||||||||||||||||||||
|