حوزة كربلاء المقدسة تكرم خطباء المنبر ومعظمي الشعائر الحسينية

:. إثر عودة خطباء المنبر الحسيني المبارك من مناطق تبليغهم التي قصدوها منذ استهلال شهر محرم الحرام 1436 هجرية إلى مدينة سيد الشهداء عليه السلام كربلاء المقدسة، وامتثالاً لتوجيهات سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله بالاهتمام بالخطباء وخدمة سيد الشهداء عليه السلام أعدّت حوزة كربلاء المقدسة ـ مدرسة العلامة الشيخ احمد بن فهد الحلي رحمه الله ـ برنامجاً خاصاً تكريماً لهذه الشريحة العاملة المجاهدة.

البرنامج أعد تحت أشراف سماحة آية الله الشيخ عبد الكريم الحائري وبحضور العديد من العلماء والفضلاء وأساتذة الحوزة وطلابها والمهتمين بالشعائر الحسينية وتعظيمها، وقد استهل بتلاوة قرآنية مباركة ومن ثم ألقى سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد مهدي الشيرازي كلمة بالمناسبة تمحورت حول بيان مكانة المشتغلين بالخدمة الحسينية لاسيما الخطابة ودورهم الكبيرة في إيصال المبدأ الحسيني بغية تحقيق الهدف.

فقد تحدث ابتداءً حول اختلاف الخطاب الحسيني قبل واقعة الطف عن الخطاب الذي ألقاه الإمام عليه السلام بعد ذلك في آخريات المعركة، ففيما كان الأول مبيناً للهدف الذي خرج له وما ستكون عليه النتيجة طالباً من كان معه الذهاب والتخلي عنه من قبيل قوله عليه السلام: «هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملاً»، فيما اخذ بالنداء بعد ذلك هل من ناصر ينصرنا. وتساءل حول الوجه في ذلك مجيباً ان الإمام الحسين عليه السلام أراد من تلك الخطابات الأولى تصفية معسكره من كل فرد في قلبه محبة للدنيا فلم يبق معه الا الخُلص من المؤمنين الممحصين الناجحين الذي باعوا أنفسهم لله تعالى مجاهدين لأجل تصحيح الواقع ورفعة الإسلام وعدم اضمحلاله، وبعد اقتراب المعركة من نهاياتها أراد فضح القوم وإقامة الحجة عليهم وبيان مدى ابتعادهم عن الإنسانية فضلاً عن الدين الحق، ومن هنا اخذ ببيان مسألة ان من يصلح للتبليغ الحسيني عليه التحلي بمواصفات خاصة هي غير متوفرة عند كل فرد مؤمن بل لهذه الوظيفة شروط خاصة حيث أنها تمثل امتداد للحركة التصحيحية العظيمة التي قادها سيد الشهداء في كربلاء الطهر والقداسة التي أصبحت بعد ذلك محل أشعاع النهضة المباركة والشمعة التي تنير للعالم اجمع طريق الهداية والصلاح والاستقامة، وسيبقى هذا النهج مستمراً إلى تحقيق الهدف المنشود على يد المصلح المنتظر الموعود مولانا الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه، فعلى كل مبلغ العمل الجاد المثابر كونه من جنود الإمام عجل الله تعالى فرجه.

بعد ذلك أقيمت مراسم صلاة الظهرين جماعة، ومن ثم اجتمع الحاضرون على مائدة سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام.