مجلس اليوم الحادي عشر من المحرم في مكتب سماحة المرجع الشيرازي دام ظله

:. واصل مكتب سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله في مدينة كربلاء المقدسة عقد مجالسه الحسينية إحياءً لذكرى واقعة الطف الخالدة ولليوم الحادي عشر على التوالي، وقد استهل بتلاوة قرآنية معطرة وزيارة عاشوراء المباركة، ومن ثم اعتلى المنبر المبارك فضيلة الخطيب السيد مضر القزويني متحدِّثاً حول شخصية السيدة زينب عليها السلام وما تميزت به من خصال وصفات وما لها من منزلة كبيرة ورفيعة.

فقد تحدَّث ابتداءً حول البيئة التي نشأة بها سلام الله عليها وبالخصوص البيئة الأسرية بالمعنى الأخص، مبيناً انها نشأت في بيت القدس والطهارة بحيث ان الملائكة كانت تفتخر بتشرفها بخدمة هذا البيت المقدس بل ان سيد الملائكة جبرئيل يتشرف بذلك، فان جدها سيد الخلائق أجمعين صلى الله عليه واله وأباها سيد الوصيين وأمها سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين وأخواها سيدا شباب أهل الجنة، وإنها سلام الله عليها أشرقت النور في هذا البيت المقدس فأصبحت عقيلة الطالبيين وهذا من ألقابها الكريمة، ينقل ابن عباس عنها خطبة أمها الزهراء سلام اله عليها ويقول حدّثتني عقيلتنا زينب بنت علي عليها السلام، وكان عمرها الشريف حين خطبة أمها الزهراء في المسجد النبوي الشريف أربعة سنين، واستطاعت حفظ هذه الخطبة بمجرد ان سمعتها من أمها سلام الله عليهما. كما نقلت رويات وأحاديث شريفة كما ينقل الطبري الشيعي عن السيدة زينب عن أمها عن أمير المؤمنين عن رسول الله صلوات الله عليهم أجمعين حيث قال: «يا علي أنت وشيعتك في الجنة».

كما وتحدث حول صفة أخرى للسيدة زينب عليها السلام وهي «عابدة آل علي» قائلاً: ان جميع آل علي عليهم السلام عبّاد الا انها سلام الله عليها تميزت بعبادتها بحيث انها لم تترك نافلة الليل طوال مسيرة السبي حتى وجدها يوماً الإمام السجاد وهي تصلي من جلوس، فسألها عن السبب قالت: ان القوم يعطوننا من الطعام القليل الذي لا يكفينا فأعطي حصتي لهؤلاء الأيتام! لذا اعتراها الضعف فلن تستطع الصلاة من قيام. هذا وكان الإمام الحسين عليه السلام قد أوصاها بان تذكره في نافلة الليل.

كما وتحدث حول عظمة منزلتها وانها كانت مؤتمنة على الأسرار والودائع الإلهية ولها السفارة الخاصة عن الإمام عليه السلام وتنقل الأحكام منه إلى المؤمنين.

كذلك تحدث حول طهارتها وعفتها ناقلاً حديث يحيى المازني حيث قال جاورت أمير المؤمنين علي عليه السلام مدة من الزمن لم أرى لزينب شخصاً ولم اسمع لها صوتاً.

وتابع قائلاً: ان عقيلة الطالبيين عابدة آل علي مؤتمنة الأسرار والودائع الإلهية للأنبياء المخدرة العفيفة اضطرت لإيصال الصوت الحسيني ان تخطب في المسجد لتفضح الزيف الأموي، وانها أائتمنت على الحفاظ على أيتام سيد الشهداء عليها السلام فقامت بوظيفتها أفضل ما يكون.