![]() |
|||
الاختبار الإلهي محور مجلس اليوم السابع في مكتب سماحة المرجع الشيرازي دام ظله
:. عقد مكتب سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله في كربلاء المقدسة مجلس عزاءه بمناسبة شهر الأحزان محرم الحرام 1436 هجرية ذكرى شهادة الإمام الحسين عليه السلام ولليوم السابع على التولي، حيث استهل بتلاوة قرآنية معطرة وقراءة كلمات زيارة عاشوراء المباركة ومن ثم ارتقى المنبر الحسيني فضيلة الخطيب السيد مضر القزويني مستمداً بحثه من قوله تعالى: (فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُلاَقُوا اللّهِ كَمْ مِن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) سورة البقرة:249. فقد تحدث حول الأسلوب الإلهي في تكامل الإنسان، فإن الله تعالى وضع الاختبارات لأجل ذلك فمن ينجح في الاختبار الإلهي يتكامل والا فنصيبه الخسران والتسافل. وأضاف: إن القرآن العظيم يعرض لنا احد تلك الاختبارات، وهو أن قوماً فرض الله تعالى عليهم الجهاد فخرجوا فقال لهم قائدهم ان الله سبحانه وتعالى سيمتحنكم بأمر وهو إنكم ستمرون على نهر وانتم في عطش فلا تشربوا منه إلا بمقدار كف واحد فقط، لكن حينما وصلوا إلى ذلك النهر فشل الأكثر منهم حيث شربوا منه والقليل لم يشرب، وقد نقلت الروايات ان عددهم أكثر من ثمانين ألف والذين نجحوا في الاختبار ولم يشربوا ثلاثماءة وثلاثة عشر رجلاً. بعد ذلك بين المؤمن حقاً هو من ينجح في الاختبار الإلهي اما غير المؤمن فيفشل في الاختبارات الإلهية المختلفة، ومن هنا تعرض إلى واقعة عاشوراء وما جرى فيها من اختبارات إلهية صعبة لاسيما الاختبار العظيم الذي مر به المولى أبو الفضل العباس عليه السلام ونجح نجاحاً باهراً لاسيما وانه امتنع عن شرب الماء لان قائده وإمامه الحسين عليه السلام وعياله عطاشى، واستمر صامداً مجاهداً الى شهادته العظيمة على شاطئ الفرات، ولهذا النجاح قال الإمام زين العابدين علي بن الحسين عليهما السلام: «رحم الله فلقد آثر وأبلى وفدا أخاه بنفسه حتى قُطعت يداه فأبدله الله تعالى بجناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنة، وان لعمي العباس منزلة يغبطه عليها جميع الشهداء يوم القيامة».
|
|||
|