سادس أيام مجلس العزاء في مكتب سماحة المرجع الشيرازي دام ظله والرحمة كصفة للقائد الرسالي محوره

:. واصل مكتب سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله في كربلاء المقدسة عقد مجالسه الحسينية ولليوم السادس على التوالي، فقد استهل المجلس بتلاوة قرآنية معطرة وقراءة الكلمات المقدسة لزيارة عاشوراء الشريفة ومن ثم ارتقى المنبر المبارك فضيلة الخطيب السيد مضر القزويني مستمداً بحثه بالمناسبة من قوله تعالى: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) سورة آل عمران: الآية 159.

وقد ابتدأ ببيان اختلاف الناس بالطباع والأمزجة، فتساءل: كيف يمكن للقائد استقطاب الناس مع هذا الاختلاف الكبير بينهم؟ وأجاب بإمكان ذلك عبر الاتصاف بالأخلاق النبيلة العالية، وكمثال لذلك رسول الله صلى الله عليه واله حيث كان متصفاً بأخلاق عالية جداً وعظيمة قال تعالى: (وَإِنَّكَ لَعَلَى‏ خُلُقٍ عَظِيمٍ) سورة نون: الاية 4، ولذا استطاع رسول الله جذب الناس إليه وكان محل احترام الجميع بل كانوا يحبونه ويفضلونه على الآباء والأمهات والأهل والأولاد، ولو كان ـ حاشاه صلوات الله عليه واله ـ على خلاف أخلاقه هذه فضّاً لما استطاع تأسيس دولة وقيادتها ونشر الدين الحق في العالم، والقرآن يشهد له بذلك كما في الآية صدر البحث.

وأضاف: وكذا كان أولاد رسول الله صلى الله عليه واله الأئمة الطاهرين المعصومين عليهم السلام ومنهم سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام، وواقعة كربلاء وما سبقها من أحداث شهدت الكثير من الوقائع الدالة على ذلك، وكمثال حينما جاء الحر الرياحي مع ألف فارس ليجعع بالإمام وأصحابه ويمنعه من العودة الى الحجاز أو ان يتجه إلى مكان آخر، وكان الحر وجيشه في شدة العطش أمر سيد الشهداء عليه السلام بسقيهم الماء وإرشاف الخيل بل انه عليهم السلام قام بسقي البعض منهم بنفسه، وهذا من الأخلاق النبيلة العالية والنادرة ان يقوم شخص بسقي أعداءه من ماءه.

ونوَّه قائلاً: إن الإمام الحسين عليه السلام سقى أعداءه الماء وعطف عليهم رأفة بهم أفلا يسقى أحباءه؟ لكن في واقعة كربلاء منعوه من الماء وحينما جاءه ولده علي الأكبر شاكياً العطش والحر الذي أنهكه قال له بني ضع لسانك في فيَّ فوجد لسان سيد الشهداء عليه السلام اشد يبوسة من لسانه، فنلاحظ الفرق الكبير بين أخلاق الإمام وأخلاق أعداءه الذين منعوه من الماء.