![]() |
|||
مكتب سماحة المرجع الشيرازي دام ظله يواصل عقد مجالسه الحسينية ولليوم الثالث على التوالي
:. واصل مكتب سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله في كربلاء المقدسة عقد مجالسه الحسينية للعشرة الأولى من شهر محرم الحرام 1436 هجرية، ولليوم الثالث على التوالي حيث استهل بتلاوة قرآنية معطرة وقراءة الكلمات المباركة لزيارة عاشوراء الشريفة ومن ثم ارتقى المنبر المبارك الخطيب السيد مضر القزويني مستمداً بحثه من قوله تعالى: (وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ*إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ*فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ) سورة الصافات: 139ـ 141. فقد تحدث ابتداءً حول الأسلوب القرآني في مخاطبة الله تعالى أنبياءه ورسوله مؤكداً ان الله تعالى يخاطبهم دائماً بتكريم وتعظيم وإشادة لأنهم النخبة المصطفاة من البشر، فالقرآن العظيم ليس كالتوراة والإنجيل المحرّفة والرائجة اليوم التي تنسب إلى أنبياء الله تعالى وأولياءه الأكاذيب وما لا يليق، بل القرآن العظيم يقدمهم كقدوة وأسوة للعباد. ومن ثم تابع متحدثاً حول نبي الله يونس عليه السلام وما اخبر القرآن الكريم من قصصه وأحواله، وان الآية المتقدمة ابتدأت بذكر منزلة النبي يونس عليه السلام بأنه من الرسل بما تحمل هذه الوظيفة الإلهية من أوصاف وشرائط تبين لنا ان يونس عليه السلام لم يكن رجلاً عادياً بل انه حامل لرسالة الله تعالى، وقد بعث إلى قوم قاسا منهم الكثير وطيلة فترة رسالته لم يؤمن به إلا اثنان احدهما عالم والآخر عابد، وبعد ان يأس من هدايتهم دعا عليهم فاستجاب الله تعالى دعاءه فانزل عذابه، وحين بدأت علامات العذاب خرج يونس عليه السلام وهجرهم الى البحر وقد اخبر الله تعالى ذلك بقوله: (إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ) والمعنى انه فرّ منهم الى البحر وصعد الى السفينة التي تعرضت في الطريق الى خطر عظيم هو حوت كبير وبعد ان اجروا القرعة اثر اعتقادهم بوجود آبق بينهم وقعت القرعة على يونس وكلما أعادوها وقعت عليه فرموه في البحر فالتقمه الحوت. من هنا اخذ باستعراض طرق التكامل التي أوجدها الله تعالى لعباده عبر اختبارهم وإبتلاءهم بأنواع الامتحانات، فكان اختبار يونس ان أصبح في ظلمات ثلاث: ظلمة بطن الحوت، والبحر، والليل. وانه بفضل تسبيحه لله سبحانه أي تنزيهه لله تعالى عن كل نقص وما لا يليق، واعترافه بوحدانية الله تعالى مع خضوعه له تعالى واعترافه بتقصيره بحقه سبحانه بدد الله تعالى تلك الظلمات واستجاب دعاءه قال تعالى: (وَذَا النُّونِ إذْ ذَهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَن لَن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لاَّ إِلهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ*فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ) سورة الانبياء: الآيتين 87 و88. بعد ذلك اخذ ببحث الابتلاء الحسيني وما جرى على سيد الشهداء عليه السلام ذاكراً حديث رسول الله صلى الله عليه واله مخاطباً الإمام الحسين عليه السلام: «بني حسين ان لك عند الله درجات لن تنالها الا بالشهادة»، مبيناً ان سيد الشهداء عليه السلام كان في غاية التسليم والرضا بقضاء الله تعالى وقد صبر صبراً عظيماً مقدماً القرابين تلو القرابين لوجه الله تعالى وهو يخاطب بارئه سبحانه: خذ حتى ترضى، لذا أعطاه الله تعالى المنزلة العظيمة والمكانة الرفيعة مع جده المصطفى صلوات الله عليه واله.
|
|||
|