![]() |
|||||||||||||||||
اختتام مجالس العزاء الحسيني في مكتب سماحة المرجع الشيرازي
:. اختتم مكتب سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله الوارف في كربلاء المقدسة مجالسه الحسينية والتي اقامها منذ الاول من شهر محرم الحرام 1434 للهجرة واستمرت حتى الثالث عشر منه. مجلس اليوم الحادي عشر استهل بتلاوة قرآنية معطرة بصوت المقرئ الحاج مصطفى الصراف ومن ثم اعتلى المنبر الخطيب الشيخ وائل البديري الذي محور بحثه حول كلمات زيارة عاشوراء المباركة: «وهذا يوم فرحت به آل زياد وآل مروان بقتلهم الحسين صلوات الله عليه». فتحدث حول الفرح والحزن باعتبارهما علامتين للمؤمن والمنافق ايضاً، اما الاول اي علامة للمؤمن الحقيقي فهو من يفرح لافراح اهل البيت عليهم السلام ويحزن لاحزانهم وقد ورد في حديث الإمام الصادق عليه السلام: «شيعتنا منا خلقوا من فاضل طينتنا وعجنوا بماء ولايتنا يفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا». وأما الثاني اي كونهما علامة للمنافق فهو من يفرح لاحزان اهل البيت عليهم السلام ويحزن لافراحهم فمقتل الحسين عليه السلام هو قمة الحزن لاهل البيت عليهم السلام نجد آل زياد وآل مروان وبني امية يفرحون في هذه المصيبة فهم اعداء عليه البيت عليهم السلام وهذه خصال الاعداء. القرآن العظيم اشار الى مسألة الفرح والحزن قال تعالى: (لِكَيْلاَ تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلاَ تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ) الحديد: 23، فالقرآن العظيم ارشدنا الى ان هذه المسألة يجب ان لا تكون لامور الدنيا من رزق او ملك او متاع بل هذه الامور قد كفلها الله تعالى، بل ينبغي ان تكون لاجل الآخرة او لاجل العقيدة الحقة. واضاف ايضاً: ان بني امية اتخذوا من يوم عاشوراء عيداً بغية مصادرة آثار النهضة الحسينية والتعتيم عليها من اجل القضاء على خلودها لانهم ادركوا انها الخطر المحدق بعروشهم، ولذا يرى الكثير من المحققين والمؤرخين ان السبب الاساس لهلاك عرش بني امية هو سيد الشهداء الحسين عليه السلام ونهضته المباركة. ومن ثم تحدث حول عظمة الثورة الحسينية واسباب ديمومتها وتأسي الأنبياء والأوصياء عليهم السلام بسيد الشهداء وانها وكما ينقل عن الإمام الجواد عليه السلام اول ما جرى به القلم الأمر المبِّين لعظمة الحسين عليه السلام وقضيته. كذا تحدث حول المحاولات التي شنها الجبارون والطغاة للقضاء على نور سيد الشهداء وآثاره كالمتوكل العباسي الذي امر طيلة عشرين عاما بطمس معالم القبر الحسيني بحرثه واجراء الماء عليه او قتل زواره وغير ذلك.
:. أما مجلس يوم الثاني عشر فقد استمده من حديث الإمام الحسين عليه السلام: «رضا الله رضانا اهل البيت». فتحدث حول الامور النفسية من الرضا والسخط والغضب واثرها في عالم التكوين والواقع مؤكدا ان لها آثاراً واسعة في الشريعة المقدسة لم يكشف عنها العلم الحديث فمثلا عندما تسأل الخبراء في الطقس مثلا لماذا لا تمطر السماء او المطر قليل؟ فالاجابة تكون وفق حسابات علمية ظاهرية وليست غيبية، لكن عند التأمل والتدبر في القرآن العظيم نجد الجواب شيء آخر قال تعالى: (يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُم مِدْرَاراً*وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَكُمْ أَنْهَاراً) المعارج: 11و12، فنلحظ ان القرآن العظيم ربط بين الاستغفار ونزول المطر مما يفصح عن ان الاشياء في هذا الكون مترابطة بطريقة غيبية لا يعلمها الا الله تعالى او من اطلعه الله تعالى وهم اهل البيت عليهم السلام. كما وبين ان هذه الاعمال ومنها الاستغفار موجبة لرضا الله تعالى الموجب للآثار التكوينية من كثرة الخيرات مثلا، ومن هنا نجد ان امير المؤمنين عليه السلام في دعاء كميل الشريف صنّف الاعمال وفق آثارها فمنها من يوجب البلاء وأخرى تحبس الدعاء وثالثة تزول بها النعم وهكذا. كما وتحدث حول الغيب في الدين الإسلامي مبينا انه يشكل نسبة عالية علها تصل الى 90% منه، وقد مدح الله المؤمنين بالغيب معتبراً هذه من علامات المؤمن الحق قال تعالى: (ذلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ*الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) البقرة: 2. كما واستشهد لبعض الامور الغيبية التي لها اثرها الواضح في الظاهر بقصة السامري التي ذكرها القرآن وكيف قبض قبضةً من أثر الرسول وهو جبرئيل عليه السلام حيث رأى السامري ان الفرس التي يعتليها جبرئيل عليه السلام حيثما وضعت قدمها دبت به الحياة بعد ان كان ترابا لا حياة فيه، وكذا استشهد بما تواتر من القصص حول آثار التربة الحسينية المقدسة. بعد ذلك ختم المجلس بتفاصيل واقعة الطف وما جرى على اهل البيت عليهم السلام من مصائب.
|
|||||||||||||||||
|