مجالس العزاء الحسيني في منزل العلامة السيد مهدي الشيرازي

:. إحياءاً لأمر اهل البيت عليهم السلام وتفاعلاً مع احزانهم وتعظيماً لشعائرهم، اقيم في منزل العلامة الحجة السيد مهدي الشيرازي دام عزه مجلس عزاء حسيني طيلة الايام العشرة الأولى من شهر محرم الحرام 1434 للهجرة حضره العديد من اهل العلم والفضل وطلبة العلوم الدينية والمؤمنين.

مجالس العزاء تستهل يومياً بتلاوة قرآنية معطرة ومن ثم يرتقي المنبر الخطيب السيد حسن الفالي مستمداً بحثه في اليوم الأول من قوله تعالى: (فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِندَهُم مِنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِم مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُونَ) غافر: 83.

وعقّب قائلاً: ان العلم الذي فرحوا به هو العلم الدنيوي الذي توصلوا اليه ورجحوه على العلم الإلهي الذي جاء به الانبياء صلوات الله عليهم والمعبّر عنه بالبينات الواضحات، ذات الامر جرى حينما دعاهم الإمام الحسين عليه السلام رجحوا مصالهم الدنيوية على نصرة ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله واتباعه رغم الدلائل الواضحات البينات.

أما في اليوم الثاني فقد استمده من قول الصادق عليه السلام: «وضّمن الأرض ومن عليها دمك وثارك»، فتحدث حول معنى الضمان حيث قال: ان الضمان هو جعل شيء في شيء، فان كان متعلقه العهدة فيستفاد منه الحكم الوضعي والتكليفي وان كان متعلقه الذمة فيفيد الوضعي فقط، وما ورد في الحديث الشريف فالظاهر ان متعلقه العهدة فيجب على كل مكلف  ان يخرج نفسه  من عهدة هذا الضمان.

وتابع قائلاً: اما التفرقة بين الدم والثأر فربما لأجل بيان العمل الايجابي والسلبي فالخروج عن ضمان الدم يكون بتعظيم الشعائر اما الثأر فيلاحظ فيه جهة الاعداء فلا يخرج الانسان من عهدة الا بطلب الثأر من الاعداء.

أما مجلس اليوم الثالث فقد تمحور حول قوله تعالى: (ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوءى‏ أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ) الروم:10.

هذا وقد خصص الايام الاخرى لبحث مسألة التبري من اعداء الله ورسوله واهل بيته صلوات الله عليهم وضرورة ان يبني الانسان شخصيته وشاكلته طبقا لقاعدتي التولي والتبري.

كما وبحث مسألة الاصلاح الحسيني في الامة مؤكداً على جانب اهمية العلم وان سيد الشهداء عليه السلام هو القلم الالهي الذي به علم الله الانسان، في وقت تناول فيه البحث حول الخصائص الحسينية.